تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

ما هو جهاز المناعة

نظرة عامة حول جهاز المناعة

'); }

يتألف جهاز المناعة أو الجهاز المناعي (بالإنجليزية: The Immune System) من شبكة معقدة من الخلايا، والأنسجة، والأعضاء في جسم الإنسان، وهو الجهاز المسؤول عن حماية الجسم من العدوى والمواد التي قد تضر الجسم عن طريق التعرف على المستضدات الغريبة (بالإنجليزية: Antigens) والاستجابة لها، وهي مواد توجد على سطح الأجسام الضارة التي تدخل الجسم؛ حيث يعمل الجهاز المناعي على القضاء أو محاولة القضاء على هذه المواد التي تحتوي على مستضدات على سطحها، ويجدر بالذكر أنّ المستضدات توجد على سطح المواد الحية التي تدخل الجسم مثل: الخلايا الغريبة، والفيروسات (بالإنجليزية: Viruses)، والفطريات، والبكتيريا (بالإنجليزية: Bacteria) أو المواد غير الحيَّة مثل: السموم، والمواد الكيميائية، والجسيمات الغريبة، ومن الجدير بالذكر أنَّ خلايا جسم الإنسان ذاته تحتوي على سطحها على مستضدات، لكنّ الفرق في أنّ الجهاز المناعي يتعرّف عليها على أنّها أجسام طبيعية وليست دخيلة، ولا يقوم بتفعيل عملية الاستجابة المناعية تجاهها؛ أي لا يقوم بمحاربتها في الوضع الطبيعي، كما تجدر الإشارة إلى أنَّ الجسم يمتلك عدة طرق أخرى إلى جانب جهاز المناعة لحمايته من مسببات العدوى، وفيما يأتي بيان هذه الطرق:

أمراض جهاز المناعة

فيما يأتي ذكر لأنواع الأمراض المختلفة التي يمكن أن تصيب جهاز المناعة:

  • نقص أو ضعف المناعة: قد يكون نقص المناعة حالة مؤقتة أو دائمة، حيث يمكن أن يحدث نقص مؤقت في المناعة عند التعرض لبعض العوامل التي تضعف المناعة: مثل: الحمل، واستخدام بعض أنواع الأدوية التي تثبط المناعة، كما أنّ الإصابة بأحد أنواع العدوى الشائعة يمكن أن تضعف جهاز المناعة بشكل مؤقت مثل: بكتيريا كثيرة الوحيدات العدائية (بالإنجليزية: Mononucleosis)، والإنفلونزا (بالإنجليزية: Influenza)، وفي المقابل بعض الأنواع الأخرى من العدوى قد تسبب ضعفاً شديداً ودائماً في الجهاز المناعي: مثل: فيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: HIV) الذي يسبب مرض الإيدز ويقضي على الخلايا التائية في الجهاز المناعي، مما يجعل الجسم عرضة للإصابة بأنواع العدوى المختلفة، ومن الأمثلة الأخرى على الأمراض التي تسبب نقصاً أو ضعفاً دائماً في المناعة أمراض نقص المناعة الأولية (بالإنجليزية: Primary Immune Deficiency Diseases)؛ وهي اضطرابات جينية وراثية في جهاز المناعة، يكون الفرد مصاباً بها منذ ولادته، وعلى الرغم من وجود ما يزيد عن 150 نوعاً مختلفاً من هذه الأمراض إلا أنّها نادرة.
  • مرض المناعة الذاتية: يتمثل مرض المناعة الذاتية (بالإنجليزية: Autoimmune Disease) بمهاجمة الجهاز المناعي الأنسجة الطبيعية والصحيَّة في الجسم عن طريق الخطأ، وسبب حدوث ذلك غير معروف، ولا أحد يعرف السبب بالتحديد، لكنه قد يكون مزيج من العوامل الجينية والبيئية، ومن الأنواع الشائعة لأمراض المناعة الذاتية: التهاب المفصل الروماتويدي، ومرض السكري النوع الأول، وداء الذئبة.
  • فرط نشاط الجهاز المناعي: حيث يُولد الشخص بجينات معينة تتسبب في استجابة الجهاز المناعي وتحسس الجسم من مواد بيئية عادًة ما تكون غير مؤذية مثل: الغبار، وحبوب اللقاح، وبعض الأطعمة، وتسمى هذه المواد مسببات الحساسية (بالإنجليزية: Allergens)، ومن أكثر الأمثلة الشائعة لمرض فرط نشاط الجهاز المناعي هي الأنواع المختلفة من الحساسية التي يعاني منها بعض الأفراد، ومن الجدير بالذكر أنَّ الربو، والأكزيما، والتهاب الأنف التحسسي، وحساسية الطعام هي أيضاً حالات الناجمة عن فرط نشاط الجهاز المناعي.

 

تقوية جهاز المناعة

تجدر الإشارة إلى أنَّه من الصعب معرفة كيفية تقوية وتعزيز جهاز المناعة لعدة أسباب أولها أنَّه جهاز؛ أي يتألف من عدة أجزاء يجب أن تعمل جميعها بتوازن وانسجام لكي يعمل الجهاز بكفاءة، ولا يزال هناك الكثير مما لا يعرفه الباحثون عن تعقيدات الاستجابة المناعية وترابطها، ولم يستطع العلماء حتى الآن تقديم إثباتات علمية على العلاقة بين نمط أو نظام الحياة للفرد وتعزيز كفاءة الجهاز المناعي، إلّا أنّهم ما زالوا يدرسون تأثير نمط الحياة مثل الغذاء الصحي، والتمارين الرياضية، والتوتر النفسي، وعوامل أخرى على الاستجابة المناعية للإنسان والحيوان، وحتى ذلك الوقت يمكن اتباع استراتيجيات الحياة الصحية بشكل عام والتي قد يكون لها دور في تقوية وتعزيز جهاز المناعة، وفيما يأتي بيان لبعض منها:

  • اختيار الأطعمة الكاملة وغير المصنعة: ومن الأطعمة التي قد تساعد على تعزيز وتقوية جهاز المناعة :الثوم، والأطعمة الغنية بفيتامين C، والفواكه والخضار الغنية بمضادات الأكسدة مثل: التوت والسبانخ، بالإضافة إلى الأطعمة الغنية بالبريبيوتيك (بالإنجليزية: Prebiotics) مثل: الخرشوف والموز، والتي تساعد على تعزيز بكتيريا الأمعاء النافعة.
  • الحصول على قدر جيد من النوم: حيث يحتاج الشخص للحصول على قدر جيد من النوم، يُقدّر بحوالي 7-8 ساعات في كل ليلة لتعزيز صحة ومناعة الجسم.
  • التأمل: فحتى خمس دقائق من التأمل الموجه، أو الجلوس بهدوء والتركيز على التنفس بعمق قد تصنع فرقًا في صحة الشخص.
  • ممارسة التمارين الرياضية: حيث تزيد ممارسة الرياضة من مرونة الشخص، وقد تزيد من كفاءة الجسم في محاربة العدوى، بالإضافة إلى أنَّ أجهزة جسم الإنسان المختلفة تعمل بكفاءة أكبر إذا كان الفرد يمارس الأنشطة الجسدية بشكل منتظم.
  • تناول المكملات الغذائية المعززة للمناعة: فبعض المكملات الغذائية التي يمكن الحصول عليها من الصيدليات قد تساعد على تعزيز المناعة مثل: المكملات التي تحتوي على فيتامين ب6، أو فيتامين C، أو فيتامين E، كما يُعدّ فيتامين د مهماً لعمل الجهاز المناعي، ويعاني الكثير من الأشخاص من نقص في فيتامين د، ولذلك ينصح بالإضافة إلى التعرض للشمس بفحص مستوى فيتامين د، وتناول مكملات أو أقراص فيتامين د إذا وجد مستوى فيتامين د منخفضاً.
  • استخدام بعض أنواع الزيوت العطرية: تحتوي بعض الزيوت على خصائص مضادة للفيروسات، وبعضها له تأثير مهدئ، ومن الأمثلة عليها: زيت اليوكاليبتوس وزيت شجرة الشاي، لذلك قد تساعد بعض الزيوت العطرية على حماية الإنسان من الإصابة بالفيروسات كما تساعد على تخفيف القلق وتحسن النوم.

أثر التقدم بالسن في جهاز المناعة

فيما يأتي أثر التقدم في السن على جهاز المناعة.

  • ضعف قدرة الجهاز المناعي على التمييز بين خلايا الجسم الطبيعية والمواد الغريبة التي يتعرض لها الجسم، مما يجعل كبار السن أكثر عرضة لأمراض المناعة الذاتية.
  • بطء عمل الخلايا الأكولة الكبيرة (بالإنجليزية: Macrophages) وهي أحد أنواع الخلايا المناعية، والتي وظيفتها القضاء على بعض أنواع البكتيريا، والخلايا السرطانية، وغيرها، وقد يساهم هذا بزيادة الإصابة بالسرطان والعدوى بين كبار السن.
  • بطء استجابة الخلايا التائية للمستضدات.
  • قلة عدد الخلايا الليمفاوية التي تستجيب للعدوى البكتيرية.
  • احتمالية إنتاج استجابة مناعية غير مكتملة للعدوى البكتيرية في الشيخوخة.
  • قلة قابلية ارتباط الجسم المضاد بالمستضدات؛ فعلى الرغم من أنّ عدد الأجسام المضادة في الجسم لا يقل بشكل كبير مع التقدم في السن، إلا أنَّ التقدم في السن قد يساهم في قلة قابلية الارتباط بين الأجسام المضادة والمستضدات التي يتعرف الجها المناعي من خلالها على المواد المسببة للعدوى، مما يساهم في زيادة حالات الإصابة بالالتهاب الرئوي، والإنفلونزا، والكزاز لدى كبار السن، وزيادة خطر الوفاة بسبب هذه الأنواع من العدوى بين كبار السن، كما تفسر هذه التغييرات أيضًا سبب كون اللقاحات أقل فعالية لدى كبار السن.
11 يناير, 2022 03:43:09 مساء
0