تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
«صناعة المستقبل» للصحافي عبدالقادر الإدريسي... دراسة في فكر عبدالعزيز التويجري

صدر كتاب جديد للكاتب الصحافي عبدالقادر الإدريسي، بعنوان «صناعة المستقبل: دراسة في فكر عبدالعزيز التويجري»(مكتبة النجاح الجديدة في الدار البيضاء، وضمن منشورات باب الحكمة في تطوان) بتقديم للدكتور عباس الجراري، مستشار ملك المغرب، وعضو أكاديمية المملكة المغربية.


ويعالج الكتاب في خمسة عشر فصلاً، موضوعات تحليلية لجوانب عدة من الشخصية الفكرية والثقافية والأكاديمية للمفكر والباحث الأكاديمي السعودي الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري، الذي يشغل منصبَي المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، والأمين العام لاتحاد جامعات العالم الإسلامي. وقد أفرد المؤلف الفصل الأول من كتابه لدراسة مفاهيمية لصناعة المستقبل: المفاهيم والآليات، قبل أن يقدم للقارئ نبذة عن حياة المفكر التويجري بعنوان «معالم مضيئة لشخصية مشعة»، أعقبها لمحات جامعة من فكره.

وتوزعت الدراسة على الفصول التالية: تصحيح المفاهيم من خلال رؤية إنسانية، وقضايا العصر من زوايا الرؤية الحضارية، وعلى طريق تحالف الحضارات، والتأصيل المنهجي للحوار بين الحضارات، والسيادة اللغوية في الرؤية الحضارية، والعالم الإسلامي من المنظور الحضاري، والرؤية الحضارية في أبعادها المستقبلية، والتجديد للولوج إلى المستقبل، وشروط البناء الحضاري، ومفكرٌ يمضي في مسار التجديد، وتأملات في رؤى الفكر والسياسة، وقراءات في مقدمات «البناء الحضاري للعالم الإسلامي». وتختتم الفصول ببحث وافٍ حول «صناعات المستقبل: من الرؤية الفلسفية إلى المفهوم الوظيفي».

صدر الكتاب في 215 صفحة من الحجم الكبير. مع ملحق يتضمن جوانب من حياة الدكتور التويجري ووالده الشيخ عثمان التويجري. ورسم الغلاف الفنان أحمد البقالي.

وجاء في التقديم الذي كتبه الدكتور عباس الجراري للكتاب: «يغمرني شعور مزدوج بالسعادة لا أدري كيف أعبر عنه، وأنا أتلقى هذا السفر النفيس، مستمتعاً بقراءته ومبتهجاً بتقديمه. ولا أخفي أن هذا الشعور المضاعف راجع عندي إلى رباط الصداقة المتين الذي يجمعني بمُؤلِّفه ومن يدور موضوعه عليه. فمؤلفه هو الكاتب البارع عبدالقادر الإدريسي. عرفته - معتزاً بمعرفته - منذ سنوات السبعين من القرن الماضي، يوم كان مسؤولاً عن تحرير جريدة «الميثاق» التي كانت لسان رابطة علماء المغرب، وكذا عن تحرير مجلة «دعوة الحق» التي كانت تصدرها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والتي كانت يومئذ خير مرآة لفكر المغاربة وإبداعهم على مختلف أجيالهم وانتماءاتهم وتوجهاتهم العلمية والأدبية والسياسية. ثم توطدت هذه المعرفة بعد أن التحق بالمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، خبيراً بديوان مديرها العام، ومسؤولاً فيها عن الإعلام، ورئيس تحرير مجلة «الإسلام اليوم» التي أشهد أنها كانت وما تزال في طليعة أهم المنابر المحكّمة للفكر العربي الإسلامي المعاصر. وكم كنت أُسَرُّ بنشر بعض دراساتي فيها مترجمة إلى الفرنسية والإنكليزية.

وكما سعدت بمؤلِّف هذا المولود الجديد، الصديق عبدالقادر الإدريسي، فكذلك سعدت بمصاحبته فيه لأخ الجميع، أديب العربية الكبير العلامة الدكتور عبدالعزيز التويجري الذي يرجع اتصالي به إلى أواخر سنوات الثمانين من القرن الماضي، حين كان مديراً عاماً مساعداً في الثقافة بالإيسيسكو. ثم لم يلبث الاتصال أن توطد بيننا بعد أن انتخب مديراً عاماً لهذه المنظمة وجُدد له هذا الانتخاب إلى اليوم. وطوال هذه الفترة الممتدة زهاء أربعة عقود، كانت عرى الصداقة تتقوى وتزيد رسوخاً ومتانة، بحكم ما يتسم به من شيم نبيلة وخصال كريمة تزين معارفه الواسعة في شتى المجالات العلمية والأدبية التي يخللها بطريف الحكايات وغريب النوادر ورائع الملح، وما له في ذلك كله من نكات وأشعار. وكانت رفقتنا في الأسفار المشتركة إلى بعض المؤتمرات العربية والإسلامية خير مناسبة للمزيد من الاستمتاع بمجالسته ومذاكرته؛ في وئام وانسجام دالين على صفاء المودة وصدق المحبة. ولم تلبث هذه المشاعر أن جلتها مساجلات وإخوانيات لم نكن نمل من مواصلة تداولها وإشراك أصدقاء لنا فيها، مما أعاد لهذا التعبير الشعري بعض ماضي عهده الجميل. على أن هذا المنحى الأدبي الخاص لم يكن ليخفي الجانب العلمي المتمثل فيما أنجزه الدكتور عبد العزيز من دراسات، وما نشره من بحوث تناهز الخمسين إصداراً، كانت في معظمها باللغات الثلاث: العربية والفرنسية والإنجليزية؛ بدءاً من أول أجزاء موسوعته القيمة «في البناء الحضاري للعالم الإسلامي» التي أوصلها إلى ستة عشرة جزءاً.

وإذا كان من الصعب الحديث عن هذه الأعمال أو بعضها، فلا بأس من الإشارة إلى ما وقف عنده الكاتب المؤلف الإدريسي، متصلاً بـ«صناعة المستقبل». فقد أفاض القول في هذا الموضوع الذي تناوله من خلال التخطيط الاستراتيجي لمستقبل العالم الإسلامي، فيما يتصل بالتربية والعلوم والثقافة، إذ تتبعه بالكثير من الدقة والضبط، والوضوح كذلك؛ مبرزاً أهميته للنهوض بالعالم الإسلامي، والتخلص مما يعانيه في واقعه المتردي من تحديات داخلية وخارجية لا حل لأزماتها، بل لا مخرج من مأزقها بغير هذا المنظور المستقبلي الذي يراه الدكتور التويجري، والذي ركز عليه الأستاذ الإدريسي بعد أن تأمله ودرسه بعمق وموضوعية».

06 مارس, 2019 09:37:49 صباحا
0