تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
"الإنسان والعمران واللسان": قراءة في أمراض المدينة

 

"الإنسان والعمران واللسان": قراءة في أمراض المدينة

 

 

صدر حديثاً عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتاب "الإنسان والعمران واللسان: رسالة في تدهور الأنساق في المدينة العربية"، للباحث المغربي إدريس مقبول. الكتاب قراءة عابرة للتخصصات لأمراض المدينة، تلتزم قدرًا أكبر من الجرأة، وقدرًا أقل من الانغلاق في تجاوزها حدود القطاعات المعرفية الصارمة وفي مقاربتها المادي وغير المادي من أعراض مرض التمدن في الفضاء المدني، من أجل بحث العلاقة بين اللساني والاجتماعي. ويحاول الكتاب أن يقدم تفسيرًا لعدد من الظواهر التي باتت اليوم علامة واضحة ومؤشرًا دالًّا على "مرض المدينة"، وعلى "تشوهات حياتنا المدنية" التي تعتبر نتيجة طبيعية للإقبال على المدينة من دون تخطيط أو تفكير.

في القسم الأول، "من سيميولوجيا التدفق إلى سوسيولوجيا العزلة"، أربعة فصول. وفي الفصل الأول، "المدينة وتدفق العلامات"، يقول المؤلف إن التدفق هنا مفهوم رقمي ينتمي إلى عالم الاتصالات، لكنه يتسع ليشمل جميع الديناميات المتجهة "من تدفق المال، كما تصف أرديس باترفيلد المتخصصة بأدب جيفري تشوسر، وتدفق الأضواء على النحو الذي يشبّهه فيه الكاتب الألماني ألكسندر كلوغه بفوضى الحواس: ’تمامًا مثل الأضواء بين المدن، مثل تدفقات الأضواء، وكل جانب من المدينة يؤثر بكمية الأضواء الناتج عنه على الجانب الآخر‘، وتدفق البشر على نحو ما وصف روب شيلدز، أو كما رسم الغيطاني إحساسه الداخلي بالدينامية المتدفقة في فضاء مدينة نيويورك: ’تدفق البشر في الشوارع كثيف، كلهم مسرعون، رغم أنهم جمع فإنهم فرادى‘. التدفق هنا عددي ويفتقر إلى الرابطة وإلى المعنى، ولهذا كان كل من قصدها غريب، وعندما يصبح الكل غرباء، ينتفي الإحساس بالغربة".

 

 

المصدر:العربي الجديد

07 أكتوبر, 2020 11:09:34 صباحا
0