تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
قراءات إبداعية واحتفالية بديوان «تراتيل عاشق» في أمسية عن بعد لديوان الهريس الثقافي

قراءات إبداعية واحتفالية بديوان «تراتيل عاشق» في أمسية عن بعد لديوان الهريس الثقافي

 

 

بدعوة من ديوان الهريس الثقافي أقيمت، مساء يوم الاثنين الماضي، أمسية شعرية ونقدية عن بعد، عبر تطبيق (زووم)، تضمنت مشاركات إبداعية أردنية وعربية، كما شملت احتفالية بديوان «تراتيل عاشق» للشاعر الجزائري محمد مشلوف.

وفي مستهل الأمسية استذكر المشاركون فيها القاص المصري سعيد الكفراوي الذي غيبه الموت يوم السبت الماضي، عن عمر ناهز الـ81 عاماً، وهو الذي شرع في كتابة القصة القصيرة منذ الستينيات، وقد ترجمت أعماله إلى لغات عالمية عديدة.

تاليا تضمنت الفعالية حوارية مع الشاعر الجزائري محمد مشلوف، بمناسبة صدور ديوانه الجديد «تراتيل عاشق»، الذي لفت النظر إلى أن ديوانه يضم قصائد وطنية وأخرى غزلية «فالعشق يكون للمرأة وللوطن نظرا للرابط الذي يوجد بينهما من قداسة، فالإنسان يعتز بانتمائه لوطنه كما يعتز بحبه للمرأة الأم والحبيبة».

وحول قدرة القصيدة على تحقيق التأثير والتغيير في الراهن الإنساني الموغل بالماديات، قال الشاعر: «في الحقيقة ما نراه حاليا في مجتمعنا العربي بصفة خاصة وفي العالم عامة مؤسف حقا، حيث طغت الماديات في علاقاتنا وتخلينا عن الأخلاقيات في شتى المجالات. وديواني هو رسائل حب وتسامح وغيرة عن الوطن. الشاعر يكتب قصيدة نابعة عن مشاعر وأحاسيس تحركت إثر ظروف عاشها فيحاول أن يوجه رسالته عبر تلك القصيدة أملا في التغيير. وأنا أرى في بلادنا العربية تأثيرا كبيرا للقصيدة على الشعوب نظرا لما مرت به البلدان العربية من حروب وصراعات فالعربي اليوم أصبحت القصائد هي الوسيلة الأمثل لتوجيهه توجيها سليما.

تاليا قرأ الشاعر قصيدتين من ديوانه الجديد، الأولى بعنوان «زمن النخاسة»، وفيها يقول: «عقدان في وطن شابا على خرف/ خيراته نُهبت والذئب في وجل/ دار الزمان وضاع السيف من أمم/ كأنه في أيادي القوم في جدل..». أما الثانية فكانت «تَبَّ الهَوى»، وفيها يقول: «تَبَّتْ حُرُوفُ قَصِيدةٍ/ زُرِعَتْ على ضَوءِ القَمَرْ/ سُقِيَتْ بحِبْرِ الشّوقِ/ والأحْلامُ غَافِيَةٌ على/ صدْرِ السَّحَرْ/ هَذِي الحُرُوفُ/ نَمَتْ عَلَى كَفِّ الهَوَى/ فَبَكَى من اليأسِ القَدَرْ/ ليْلِي.. تَمَرَّدَتِ النُّجومُ عَلَيْهِ/ وانْصَرَفَتْ ليَأْفُلَ/ ما يُضِيء لَنَا الأثَرْ/ فَجْرِي أَنَا/ خَلقَ الأمَاني/ مِنْ شُمُوسِ الحُزْنِ/ مِنْ عَيْنِ السَّهرْ..».

القراءة التالية كانت لرئيس الديوان الشاعر نايف عبد الله الهريس الذي قرأ قصيدة بعنوان «شراع الأمل»، وفيها يقول: «هواي ابتلى، أسكنته نزلا/ لأصبو بحلم يمنح الأملا/ فألقى الصبا أنسام نفحته/ بروح سبت دنياه والغزلا/ لتأوي شموس العشق ظلته/ وتصطاف فيما ينعش القبلا/.. شدى سحرها للفن أغنية/ أعدت لها الألحان مرتفلا/ لنحكي برقص الروح نغمتها/ إلى الأذن أو للعين كي تجلا/.. فهاتوا كؤوس الحب أترعها/ فلولا الهوى فالكون ما اكتملا/ وأن متّ في حضن الحبيب ظما/ أكن بت في فردوسه ثملا».

من جانبه قرأ الأديب خليل حسين اطرير قصيدتين، الأولى حملت عنوان «سيد الأخلاق»، وفيها يقول: «فحوى التحيّةِ يا أخي ودعائي/ أن لا ترى إلاّ ربا العلياءِ/ يا سيّدَ الأخلاقِ يا نبعَ الوفا/ سَوَّرْتَ ودَّك بالسنا الوضّاءِ/ وفتحتَ باباً من لطيفِ مودّةٍ/ فانداحَ مسكٌ عابقٌ بوفاءِ/ ويعطّرُ النفسَ الأبيّةَ نخوةٌ/ صفوُ المعالي ديدنُ الشرفاءِ/ ولقد عجمْتُكَ فالأطايبُ معدنٌ/ والقلبُ نورٌ في لباس عطاءِ/ ثوبُ النباهةِ زركشَتْهُ فراسةٌ/ أكرمٍ بثوبٍ واسعَ الأرجاءِ/ نَثْرُ الزمرّدِ في نسائم حرفِكم/ فالفحشُ إن تُبْنَ المجالسُ ناءِ/ ويظلّلُ المنثورُ زهوَ وسامةٍ/ هندامُكم ذوقٌ بلونِ ثناءِ..». أما القصيدة الثانية فكانت «تعزية في جرح».

وتحت عنوان «حيزية» جاءت قصيدة الشاعر عبد الرحمن مبيضين، وفيها يقول: «حيزية وجميلة الأهداب/ فبقدها الممشوق والجذاب/ يحتار فيها المرء من وله بها/ ويضيع منه العقل طوعا والنهى/ فيصير رهن حقيقة وصواب/ فالقرب بين حبيبة وحبيبها/ كالقرب بين سحابة وسحاب/ والحب يثمر حين يبدأ صادقا/ ولو انتهى بمشقة وعذاب/ وتحجبت كيما يشف حجابها/ والحسن لا يخفى على الأعراب/ كالشمس إن لاحت وراء غمامة/ فالنور لا يخفيه أي حجاب/../ سبحان ربي كيف أحسن خلقها/ وجميعنا من طينة وتراب..».

الأديبة شيرين العشي قرأت قصيدة بعنوان «هل العقل يسعفني» للشاعر نايف الهريس، وجاء فيها: «أعرني دماغ الغر تسعفني/ فأشطان فكري ما رعت وهني/ وعقلي التوى في غير منقبه/ وما كنت إلا نابغ الفطن/ وباب الأسى بالضب أغلقه/ ولي في البرايا أعظم المنن/ ومالي سوى قلب يعذبني/ بنسل سما تيها بلا رسن/ فعذلي من الأحباب معضلة/ تسانيمها تعلو على الفتن..».أ

وقرأت الشاعرة فاتن أنور، رئيسة نادي شعراء الطبيعة/ هايكو الأردن، مجموعة من قصائد الهايكو، منها:

«صباحاً/ عميقاً من الحنجرة/ نشيد الوطن».

«رذاذ بارد/ خلف شرشف مبتل/ يرقص خيالها».

«الفراشة/ التي احترقت للتو/ أقربنا للنور!».

«بوجهها/ تراوغ النار/ صانعة الخبز».

«عاصفة/ بإحكام حول الأعناق/ كوفيّة».

«أغادر البحر/ بقبضة/ من رمال!».

 

 

المصدر: الدستور 

18 نوفمبر, 2020 02:07:45 مساء
0