تطعيم MMR

تتعدد الأمراض الفيروسية التي تُصيب الإنسان، ومنها: الحصبة (بالإنجليزية: Measles)، والنكاف (بالإنجليزية: Mumps)، والحصبة الألمانية (بالإنجليزية: Rubella)، وهذه الأمراض الثلاثة تُسببها فيروسات مختلفة، وهي أمراض مُعدية شائعة الانتشار بين الأطفال والشباب، وبالرغم من أن هذه الأمراض لا تُسبب أعراضًا خطيرة دائمًا، لكنّها قد تتسبب ببعض المضاعفات الشديدة كفقدان حاسة السمع مثلًا، وقد تؤدي إلى الموت في بعض الأحيان، فضلًا عن أنّ إصابة الحامل بالحصبة الألمانية خطيرة، إذ قد تؤدي إلى الإجهاض أو إلحاق الضرر بالجنين، ولذلك تم تحضير مطعوم MMR بحيث يقي من الأمراض الثلاثة المذكورة، وجاء اسمه من أول حرف من الأمراض الثلاثة، ويُعرف أيضًا باسم المطعوم الثلاثي الفيروسي، وقد تم تحضيره من الفيروسات التي تسبب الإصابة بهذه الأمراض الثلاثة ولكن بعد إضعافها مخبريًا.

 

فاعلية مطعوم MMR

يبدأ مفعول مطعوم MMR بعد حوالي أسبوعين من أخذه، وتجدر الإشارة إلى أنّ مطعوم MMR فعال جدًا، فبعد أخذ جرعتين منه فإنّه يحمي حوالي 99% من الأشخاص من الإصابة بالحصبة والحصبة الألمانية، ويحمي كذلك حوالي 88% من الأشخاص الذين تلقوا المطعوم من الإصابة بالنكاف، وفي حالة الإصابة بالنكاف بعد أخذ المطعوم فإنّ احتمالية حدوث المضاعفات الخطيرة تكون قليلة، كذلك تكون احتمالية دخول المستشفى أقل.

 

آلية إعطاء مطعوم MMR

يُعتبر مطعوم MMR من مطاعيم الأطفال الروتينية، والتي تُعطى حَقنًا في عضلة الفخذ أو عضلة الذراع العلوية على جرعتين منفصلتين، وذلك للحصول على الوقاية التامة من هذه الأمراض، وتكون الجرعة الأولى من مطعوم MMR في عمر يتراوح بين 12-15 شهرًا والجرعة الثانية في عمر 4-6 سنوات، ومن الممكن أخذ الجرعة الثانية بعد 28 يومًا على الأقل من أخذ الجرعة الأولى، وبناء على توصيات مراكز مكافحة الأمراض واتقائها (بالإنجليزية: Centers for Disease Control and Prevention) فيجب على جميع الأطفال أخذ جرعتين من مطعوم MMR في المواعيد المذكورة أعلاه، ولا يُنصح بإعطاء المطعوم لمن هم دون السنة الأولى من العمر، لأنّه لا يعمل بالشكل المطلوب في هذا العمر حسب ما أظهرت نتائج بعض الدراسات.

 

دواعي الحصول على مطعوم MMR

يُعطى مطعوم MMR بحسب الآلية التي ذُكرت أعلاه، وإضافة إلى ذلك قد تبرز دوافع تستدعي إعطاء هذا اللقاح لمجموعة من الفئات يأتي بيانها أدناه:

• الأطفال دون سن التطعيم وفقًا لجدول التطعيم الوطني: قد يُعطى مطعوم MMR للرضيع في عمر أقل من سنة في بعض الحالات، ومثال ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ يجب إعطاء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6-11 شهرًا مطعوم MMR قبل السفر إلى الخارج، الأمر الذي يزودهم بمناعة ضد الحصبة، ويجب التنويه أنّ هذه المناعة مؤقتة وليست دائمة، ويجب أخذ الجرعتين المعتادتين من المطعوم في العمر المناسب حسب جدول التطعيم الوطني للحماية الدائمة من الأمراض الثلاثة.
• أي شخص بالغ لا يملك دليلًا على المناعة ضد الأمراض الثلاثة: في هذه الحالة يجب أن يأخذ جرعة واحدة على الأقل من مطعوم MMR.
• البالغون الذين لم يتلقوا المطعوم في مرحلة الطفولة: أي شخص لم يأخذ مطعوم MMR سابقًا يجب أن يسارع بأخذ موعد للتطعيم، فيأخذ جرعتين من المطعوم يفصل بينهما 28 يومًا على الأقل، خاصة في الحالات التي يكون فيها الشخص أكثر عرضة للإصابة بالحصبة أو النكاف، نذكر من هذه الحالات ما يأتي:
  • التخطيط للسفر إلى الخارج.
  • التخطيط للحمل.
  • الذهاب إلى الجامعة أو الكلية.
  • العمل في مجال الصحة أو الرعاية الاجتماعية.
  • المولودون خلال الفترة التي تتراوح ما بين 1971-1979 م، إذ قد يكونوا أخذوا فقط مطعوم الحصبة.
  • المولودون خلال الفترة التي تتراوح ما بين 1980-1990 م، فقد لا يكونوا ممن تلقوا مطعوم النكاف.

 

الأعراض الجانبية لمطعوم MMR

إنّ أخذ مطعوم MMR أكثر أمانًا من التعرض للإصابة بأحد الأمراض الثلاثة التي يقي هذا المطعوم منها، ووُجد أنّ معظم من يأخذون المطعوم لا يتعرضون لأي مشاكل، وبهذا فهو آمن بشكل عام، إلا أنّ البعض قد يصابون ببعض الأعراض الجانبية، وتتراوح شدة الأعراض الجانبية بين الخفيفة والتي تختفي من تلقاء نفسها في العادة إلى بعض الأعراض الأشد خطورة، وقد تظهر الأعراض الجانبية لمطعوم MMR على فترات زمنية مختلفة، لأنّ فيه ثلاثة مطاعيم كما ذكرنا، والجيد أنّ الأعراض الجانبية التي يُسببها تطعيم MMR تكون أخف بعد الجرعة الثانية مقارنة بالأولى، وفيما يأتي تفصيل لهذه الأعراض الجانبية:

• أعراض شائعة جدًا: أي تصيب أكثر من شخص من بين عشرة أشخاص، ومنها: الشعور بالألم، واحمرار مكان الحقنة، وانتفاخها.
• أعراض شائعة: أي تصيب ما يُقارب شخصًا واحدًا من بين عشرة أشخاص، ومنها ما يأتي:
  • ارتفاع الحرارة عند الأطفال، وفقدان الشهية، والطفح الجلدي الذي يشبه الحصبة، وهذه الأعراض دليل على أنّ مطعوم الحصبة من اللقاح قد بدأ بالعمل، وعادة يحدث ذلك بعد 6-10 أيام من أخذ المطعوم، وتستمر هذه الأعراض لمدة تتراوح بين 2-3 أيام، ويُعد ظهور هذه الأعراض أمرًا طبيعيًا.
  • ارتفاع بسيط في الحرارة، وانتفاخ الغدد في الرقبة، أو الخد، أو تحت الفك، وعند ظهور هذه الأعراض يكون مطعوم النكاف من المطعوم قد بدأ بالعمل، وذلك بعد ثلاثة أسابيع من أخذ المطعوم، ووُجد أنّ هذه الأعراض الجانبية قد تظهر تقريبًا لدى طفل واحد من بين خمسين طفل أخذوا المطعوم.
  • التهاب المفاصل (بالإنجليزية: Arthritis) والشعور بألم فيها، وغالبًا ما تُعزى هذه الأعراض لمطعوم الحصبة الألمانية في اللقاح، وتستمر مثل هذه الأعراض عادة لمدة ثلاثة أيام تقريبًا، وتُعد الإصابة بهذه الأعراض نادرة لدى الأطفال وشائعة بين النساء.
• أعراض نادرة: أي تصيب شخصًا واحدًا من بين ألف شخص، كنوبات الحُمّى التشنجية (بالإنجليزية: Febrile seizure)، وتكون النوبات أكثر شيوعًا نتيجة الإصابة بالحصبة بحدّ ذاتها أكثر من كونها نتيجة مطعوم MMR.
• أعراض نادرة جدًا: أي تصيب أقل من شخص من بين 10,000 شخص، وتكون الأعراض على شكل طفح جلدي يظهر على هيئة بقع صغيرة تشبه الكدمات تُعرف بفُرفرية قليلة الصفيحات مجهولة السبب (بالإنجليزية: Idiopathic thrombocytopenic purpura)‏، وتظهر لدى شخص من بين 24,000 شخص بعد مدة قد تصل إلى ستة أسابيع من أخذ المطعوم، ويمكن أن يظهر هذا الطفح بعد الإصابة بالحصبة أو الحصبة الألمانية، وهو أكثر شيوعًا نتيجة الإصابة بهذه الأمراض بحد ذاتها مقارنة بتأثير المطعوم.
• رد فعل تحسسي شديد: في حالة التحسس الشديد من المطعوم تظهر العديد من الأعراض كانتفاخ الوجه والحلق، والشرية (بالإنجليزية: Urticaria)‏، وصعوبة التنفس، وفي حالات التحسس الشديد يجب التوجه إلى الطوارئ أو لأقرب مستشفى والتواصل مع الجهات الطبية المعنية.

 

حالات تستدعي إعطاء مطعوم MMR بحذر

توجد بعض الحالات التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند أخذ مطعوم MMR، منها ما يأتي:

• الإصابة بمرض أو توعّك صحي متوسط إلى شديد الأعراض مع ارتفاع الحرارة أو بدونها، وفي هذه الحالة يجب تأجيل المطعوم حتى الشفاء من الوعكة الصحية.
• وجود تاريخ مرضي للإصابة بقلة الصفيحات (بالإنجليزية: Thrombocytopenia) أو فُرفرية قليلة الصفيحات (بالإنجليزية: Thrombocytopenic purpura).
• العلاج بأحد منتجات الدم التي تحتوي على الأجسام المضادة (بالإنجليزية: Antibodies) خلال 11 شهرًا السابقة، ويتم تأجيل أخذ المطعوم لمدة معينة حسب نوع العلاج، وذلك بحسب ما يُقرّه الطبيب المختص.

 

موانع استخدام مطعوم MMR

توجد العديد من الحالات التي يُمنع فيها أخذ مطعوم MMR، منها ما يأتي:

• الحمل: ويُؤجل المطعوم إلى ما بعد الولادة.
• حدوث رد فعل تحسسي شديد من المطعوم: فإذا حدث رد فعل تحسسي شديد بعد أخذ الجرعة الأولى من المطعوم أو تحسس اتجاه أحد مكونات المطعوم كالنيوميسين (بالإنجليزية: Neomycin)، عندها لا تُعطى الجرعة.
• نقص المناعة الشديد: (بالإنجليزية: Immunodeficiency) سواءً كان أوليًا أو مكتسبًا، ومثال ذل حالات الإصابة بابيضاض الدم أو اللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia)، والأورام الصلبة، وسرطان الغدد الليمفاوية (بالإنجليزية: Lymphoma)‏‏، والأورام التي تؤثر في نخاع العظم أو الجهاز اللمفاوي (بالإنجليزية: Lymphatic system)، والإيدز (بالإنجليزية: AIDS)، والتعرض للعلاج الكيميائي، والاستخدام طويل الأمد لمثبطات المناعة.
• عدوى فيروس عوز المناعة البشري الشديدة: في حال الإصابة بفيروس عوز المناعة البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) فإنّ مطعوم MMR يُمنع إعطاؤه إذا كان المريض يعاني من نقص شديد في المناعة، أما إذا كان نقص المناعة غير شديد فإنّه يُسمح بإعطاء مطعوم MMR، وذلك لأنّ خطر الإصابة بالحصبة بسبب ضعف المناعة الناجم عن الفيروس يكون أعلى من خطر الإصابة بها نتيجة أخذ المطعوم.
• حالات أخرى: كوجود تاريخ مرضي في العائلة للإصابة بنقص المناعة الخَلقي الوراثي، بالأخص الأقارب من الدرجة الأولى كالوالدين والإخوة، إلا إذا ثبت أنّ الشخص المعنيّ بأخذ المطعوم لا يُعاني من هذا النقص في جهاز المناعة.

 

جدول التطعيمات في بعض الدول العربية

فيما يأتي بيان لجدول مطعوم MMR في بعض الدل العربية:

• الأردن: تُعطى الجرعة الأولى على عمر السنة، ثم الجرعة الثانية على عمر السنة ونصف.
• السعودية: يُعطى لقاح MMR في السعودية على ثلاث جرعات، الأوى على عمر السنة، والثانية على عمر السنة ونصف، والثالثة على عمر ست سنوات.
• مصر: يُعطى على جرعتين فقط؛ الأولى على عمر السنة والثانية على عمر السنة ونصف.