تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

فوائد الوضوء الصحية

تعريف الوضوء

يشتمل مصطلح الوضوء على تعريفين هما:

  • الوُضوء لغةً: الوُضوء بضمّ الواو هو مصطلحٌ مأخوذٌ من كلمة الوَضاءة، وهي تعني في اللّغة نظافة الإنسان وحسنه، والفعل توضّأ هو أن يقوم الإنسان بتنظيف أعضاء جسمه وغسلها، أمّا الوَضوء بفتح الواو فهو الماء الذي يتوضّأ به الإنسان، أي ما يستعمله في الوُضوء، أمّا المِيضأة فهي المكان أو الموضع الذي يتوضّأ فيه.
  • الوضوء اصطلاحاً: ويعرّف على حسب ما عرّفه جمهور الفقهاء بأنّه القيام بغسل أعضاءٍ مخصوصةٍ، على صفةٍ مخصوصةٍ حددّها الشّرع الإسلاميّ، من خلال استعمال الماء وتمريره عليها.

 

فوائد الوضوء الصحية

في الحقيقة لا توجد دراسات علمية وطبية كافية لتأكيد الفوائد الصحية للتعاليم الإسلامية المتعلقة بالوضوء على وجه التحديد، فما زال الأمر بحاجة للمزيد من الأبحاث والدراسات حتى يكون من الممكن الحديث عنه علمياً باستفاضة أكثر، ولكن يمكن القول إنّ غسل الفرد ليديه، وأنفه، وفمه، ووجه، وذراعيه، وقدميه بماء نظيف وبشكل متكرر خلال اليوم، يساعد على الحفاظ على نظافة الجسد، ويسهم في إزالة الأوساخ والجراثيم، فكل من الجلد، والفم، والأنف يوفر بيئة جيدة لعيش وتكاثر البكتيريا، وهنا لابدّ من التذكير بضرورة غسل اليدين بالماء والصابون للحد من خطر الإصابة بالأمراض وذلك عدة مرات خلال اليوم، وخاصة قبل وبعد تناول الطعام، وبعد الذهاب للحمام.

 

فضائل الوضوء

إنّ الدّين الإسلاميّ دينٌ يحثّ المسلم على النّظافة والطّهارة، حيث إنّها أوّل ما حثّت عليه الشّريعة الإسلاميّة، قال تعالى: (فيهِ رِجالٌ يُحِبّونَ أَن يَتَطَهَّروا وَاللَّـهُ يُحِبُّ المُطَّهِّرينَ)، ومن أعظم أبواب الطّهارة وأكثرها فضلاً الوضوء، وتترتّب عليه فضائلٌ عديدةٌ، وفيما يأتي ذكرٌ لبعضها:

  • اكتساب المسلم سمة أمّة -محمّد صلّى الله عليه وسلّم- والتي تميّزه عن غيره من النّاس يوم القيامة، ودلالة ذلك ما ورد في الحديث الشريف: (رَقِيتُ مع أبِي هُرَيْرَةَ علَى ظَهْرِ المَسْجِدِ، فَتَوَضَّأَ، فقالَ: إنِّي سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ إنَّ أُمَّتي يُدْعَوْنَ يَومَ القِيامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِن آثارِ الوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطاعَ مِنكُم أنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ).
  • محو الذّنوب والسيّئات، وخروجها من الأعضاء في جسد الإنسان وأظافره، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (مَن تَوَضَّأَ فأحْسَنَ الوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِن جَسَدِهِ، حتَّى تَخْرُجَ مِن تَحْتِ أَظْفَارِهِ).
  • دليلٌ على إيمان العبد وقوّته، فقد دلّت الأحاديث النبوية الشّريفة على أنّ العبد المؤمن هو من يحافظ على الوضوء.
  • سببٌ في محو السّيئات ورفع الخطايا، ومضاعفة الحسنات لتمتلئ بها صحائف الأعمال.
  • دليلٌ على التزام المسلم بسنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وفعله، والاقتداء به.
  • كسب محبّة الله تعالى، وهذه من أعظم النّعم، فهنيئاً لمن يحظى بحب الله.
  • دخول الجنّة، والعلو والرفعة في درجاتها.
  • نيل الأجر والثّواب العظيم يوم القيامة.
  • انحلال عقدةً من عقد الشّيطان.

 

فرائض وسنن الوضوء

تقسّم صفة الوضوء إلى قسمين: الأولى الصّفة الواجبة؛ وهي فرائض الوضوء، والثّانية الصّفة المستحبّة، وهي سنن الوضوء مع فرائضه، وفيما بيانهما.

 

فرائض الوضوء

تعرّف فرائض الوضوء على أنّها الأمور التي لا يتحقّق الوضوء إلا بها، بحيث إذا لم يأتي بها الإنسان لا يعتدّ بوضوئه شرعاً، وهي سبعة فرائض، وفيما يأتي ذكرها:

  • عقد النّية، وهي قصد العبد ما يريد أن يفعل، طلباً لرضا الله تعالى، ومحلّها القلب، فلا يشترط تلفّظ اللّسان بها.
  • غسل ظاهر الوجه بكامله مرّةً واحدةً، وحدود الوجه طولاً من عند منابت الشّعر عند الجبهة إلى أسفل اللّحية أي منطقة الذّقن، وعرضاً من شحمة الأذن اليمنى إلى شحمة الأذن اليسرى.
  • غسل اليدين إلى المرفقين مرّةً واحدة، والمرفق هو ما يفصل بين العضد والسّاعد.
  • مسح الرّأس، والمسح يعني أن يصاب الرّأس بالبلل.
  • غسل الرّجلين مع الكعبين مرّةً واحدة، والكعبان هما العظمتان الناتئتان عند مفصل القدم وساقه.
  • التّرتيب، وهو أن يأتي بالطّهارة عضواً بعد عضو، فيبدأ بالنّية، ثمّ غسل الوجه إلى أن ينتهي بغسل الرّجلين مع الكعبين، دون اختلال التّرتيب، فإنّ الآية الكريمة التّالية ذكرت هذه الأفعال بالتّرتيب، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ).

سنن الوضوء

تعرّف سنن الوضوء على أنّها ما ورد عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من فعلٍ، أو تقريرٍ، أو صفةٍ، وسنن الوضوء هي:

  • البدء بالتّسمية بقول: بسم الله.
  • الموالاة: ويقصد بالموالاة أن لا يكون هناك فاصلٌ زمنيٌّ طويلٌ بين غسل الأعضاء.
  • التّثليث في الغسل، فيستحب غسل الأعضاء ثلاث مرّات.
  • المضمضة والاستنشاق ثلاث مرات.
  • إيصال الماء إلى باطن اللّحية وظاهرها، وهو ما يسمّى بالتّخليل، وكذلك الفعل مع الأصابع.
  • مسح الأذنين، ويكون المسح من الظّاهر باستخدام الإبهامين، ومن الباطن باستخدام السّبّابتين.
  • البدء بغسل العضو الأيمن قبل الأيسر.
  • عدم الإسراف في استخدام الماء، حتّى لو كان هناك الكثير.
  • الدّعاء أثناء الوضوء وبعده بالأدعية المأثورة.
  • أداء صلاة ركعتين فور الانتهاء من الوضوء.
  • القيام باستخدام السّواك عند كلّ وضوء.

 

نواقض الوضوء

النواقض في اللّغة جمع كلمة ناقض، وتعرّف في اللّغة العربيّة على أنها اسم فاعل لما ينقُض الشّيء أي يفسده، أمّا في الاصطلاح فنواقض الوضوء هي التي إذا حدثت أو طرأت أدّى ذلك إلى فساد وضوء الإنسان، فلا يعتدّ به، وتجب إعادته، وهذه النّواقض هي:

  • الخارج من السبيلين: فكل ما يخرج من السّبيلين، سواء كان بولاً، أو غائطاً، أو ريحاً، لكن خروج الريح أو الهواء من قبل المرأة لا ينقض وضوئها.
  • زوال العقل وذهابه: والزّوال يكون على قسمين: القسم الأوّل: وهو الزّوال الكامل، ويكون ذلك عند جنون الإنسان، وذهاب عقله تماماً، أمّا القسم الثّاني: فيكون بزوال العقل على جزءٍ منه، ويعود ذلك لأسبابٍ كالنّوم، أو في حالة الإغماء، أو عند السّكر.
  • مسّ الذّكر: ودليل ذلك ما ورد في الحديث الآتي: (من مسَّ ذكرهُ فليتوضّأ، قال: وكان عروةُ يقول إذا مسَّ رفغيهِ أو أنثييهِ أو ذكرهُ فليتوضأ).

 

حكم الوضوء

ينقسم حكم الوضوء إلى واجبٍ ومستحبٍّ من حيث وجوب العبادة أو استحبابها، فهناك عباداتٌ واجبةٌ تجب لها الطّهارة، وأخرى مستحبّة فيستحبّ لها الطّهارة كذلك، وحكما الوضوء هما:

  • الوضوء الواجب: ويكون الوضوء واجباً عند أداء العبادات الواجبة التي لا تصحّ إلا به ومنها: صلاة الفريضة، والطّواف الواجب.
  • الوضوء المستحبّ: يكون الوضوء مستحبّاً عند أداء العبادات المستحبّة ومنها: التّوجه إلى الله -تعالى- بالدّعاء، وذكر الله تعالى، وقراءة القرآن الكريم.

 

26 يوليو, 2021 02:54:09 مساء
0