تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

معلومات عن فرانز كافكا

الأدب الغربي

إنّ الأدب في العالم تَوزَّع على كلّ العصور وكلّ الدول والحضارات، فانقسم الأدب حينَها إلى عربيّ وإلى غربي، انحصر الأدب العربي بالأدباء العرب وبالوطن العربي ككلّ، أما الأدب الغربي فانحصر في الحضارات الأجنبيَّة والأوروبيَّة والكُتاب في الدول الأجنبيَّة التي تنفصل عن الوطن العربي، وكان لتطوّر الأدب وانتقاله الفضل الأكبر في عمليَّة التأثر والتأثير في الأدب المقارن، وهي دراسة في علاقة الأدب العربي بالأوروبي أي تأثره بها وتأثيره فيها، وعلى صعيد تأثر الأدب الأوروبي بالأدب العربي الإسلامي ما نجده في الكوميديا الإلهيَّة لدانتي، فكانت رسالة الغفران لأبي العلاء المعري وقصة الإسراء والمعراج أهم المصادر التي سعى المقارنون العرب لإثبات تأثّر دانتي بها، وبهذا نهض الأدب الغربي الذي انعكس عند فرانز كافكا.

الأدب الألماني

يُعدّ الأدب الألماني من أنواع الأدب الغربي، وفي مفهوم الأدب الألماني فهو أدب الأمم الناطقة بالألمانيَّة في ألمانيا ووسط أوروبا، واللغة التي كتب بها أدباء الألمان هي اللغة الألمانيَّة العليا، لغة الجنوب ووسط ألمانيا، وبناءً على التغيرات التي حدثت في اللغة الألمانيَّة فقد انقسمت إلى أربع فترات وهي: اللغة الألمانيَّة العليا القديمة، والوسيطة، والجديدة الأولى، والألمانيَّة العليا الجديدة، وكان بداية ازدهار الأدب الألماني في الفترة الألمانيَّة العليا الوسيطة في القرن الثاني عشر، وزاد نهوض الأدب الألماني وتطور في العهد الذهبي في القرن التاسع عشر في عهد أعظم كتابها جوتة، وفي الحديث عن كُتاب الألمان فلا بد من الإضاءة على فرانز كافكا والذي يُعدّ من أهم كُتاب الألمان، وفي العودة للحديث عن الأدب الألماني فقد تميز هذا الأدب ببعده عن المركزيَّة، ويُحرص الأدباء والشعراء على تأكيد فرديتهم ونفورهم من القواعد الأكاديميَّة المفروضة، وسعيهم إلى تصوير علاقة الإنسان بالطبيعة وبالخالق، ومنحت جائزة نوبل في الأدب لكُتاب اللغة الألمانيَّة اثنتا عشرة مرة، وبذلك كان لنهوض الأدب الألماني أثره الواضح.

فرانز كافكا

في إطار الحديث حول فرانز كافكا فقد وُلد لعائلة ألمانية من الطبقة الوسطى، في الموافق من 3 يوليو 1883 بالقرب من المدينة القديمة براغ في عاصمة تشيك، تلك المدينة التي كانت جزءًا من الإمبراطوريَّة النمساويَّة، ومن خلال الحديث عن فرانز كافكا لا بُدّ من معرفة عائلته فوالده هو هرمان كافكا، ونشأ والده في الريف في ظروف فقر، وبعزمه ونشاطه ارتقى حتى أصبح تاجرًا ثريًا، وكان والد فرانز كافكا ذات بنية جسديَّة ونفسيَّة مبعثة للإعجاب فهو يتحدث مجموعة من اللهجات الألمانيَّة وكان له ستة أبناء وفرانز هو الابن البكر، توفي شقيقا فرانز مبكرًا قبل أن يبلغ السابعة وهما جورج وهاينريش، وأخواته الثلاثة وهن: جابرييل، وفاليري، وأوتيلي، والأخيرة كانت هي الأخت المفضلة لدى فرانز، أما عن والدة كافكا فهي يولي نشأت في براغ في أسرة عريقة وذات مستوى ثقافي عالي، وتلقت يولي التعليم الأفضل بكثير من زوجها، توفي فرانز كافكا في فيينا بسبب مرض أصابه وذلك بالتاريخ الموافق من 3 يونيو 1924م وعمره أربعون عامًا وأحد عشر شهرًا.

كتب فرانز كافكا

كان فرانز كافكا من أهم الكُتاب الألمان ولكنه اكتسب الشهرة بعد وفاته بفضل صديقه القديم ماكس برود والذي كان له دورًا بارزًا في دعم الإنتاج الأدبي بدى فرانز كافكا ونشره؛ ذلك بسبب إنجازاته الكتابيَّة والتي انتشرت بفضل صديقه بعد أن فارقته الحياة ومن هذه المؤلفات:

  • قصة المسخ: كانت القصة قصيرة وهي الأكثر مبيعًا في ذلك الوقت، تم الإنهاء منها عام 1912م، ونُشرت عام 1915م، وكانت القصة مكتوبة من غرفة كافكا في الطابق الثالث واستعرضت القصة منظر الطبيعة من أنهار وجسور.
  • رواية المحاكمة: وهي قصة نفسيَّة عرضت جنون العظمة، فكانت تلك الرواية هي الأكثر نجاحًا في أعماله، وتركز القصة على حياة الشخصيَّة جوزيف الذي كان مجبرًا على الدفاع عن نفسه ضد جريمة لم تُكشف أبدًا في الرواية ولدى القارئ أيضًا.
  • رواية القلعة: تحارب الرواية البيروقراطيَّة المسيطرة، فكان بطل الرواية يحاول أن يجتمع بسلطات مجهولة وغامضة في سبيل أن ينقذ قريته.
  • رواية أمريكا: وهي الرواية التي نشرها عام 1927م، وتتحدث القصة عن صبيّ يدعى كارل روسمان، تُرسله عائلته إلى أمريكا، ويتم استغلاله في كل مكان يرحل إليه، وكانت أمريكا هي الدولة السائدة على كثير من أعمال كافكا.

ونشر كافكا الكثير من الأعمال التي تنقسم إلى روايات، وقصص قصيرة، ومقالات، ومن الروايات الأخرى التي كتبها، طبيب ريفي، والقلعة، والتحول، ورسائل إلى والدي، وفي مستعمر العقاب، ورسائل إلى ميلينا، وحول فرانز كافكا ينبغي الإضاءة حول إحدى هذه الأعمال بشكل أدق.

قصة كافكا وميلينا

في الحديث عن فرانز كافكا، فهو قد تعرَّف إلى فتاة تُدعى ميلينا وبدءًا بتبادل الرسائل، وهذه الرسائل جُمعت في كتاب "رسائل إلى ميلينا"، وكتب كافكا ما يقارب 149 رسالة، وتُعدّ هذه من عاشق سعيد إلى محب يائس، وحملت رسائل كافكا لميلينا قصتهما تلك القصة المليئة بحدة العواطف مع كل رسالة، وبخلاف الرسائل العادية التي ترسل في سبيل الاطمئنان، فإن كافكا كان يكتب رسائله في سبيل نقل أحداث يومه بشكل حرفي إلى ميلينا، مشاطرًا إياه مشاعره وأحداث حياته، وفي هذه الرسائل يظهر الحب الغريب والنادر، وكانت هذه الرسائل فريدة من نوعها تكشف معدن هذا العاشق، فقد ترك كافكا رسائل بديعية يستمتع القارئ بقراءتها إلى اليوم.

مقولات فرانز كافكا

لا بد من تناول بعض الاقتباسات والمقولات المشهورة التي نالت الانتشار الأكثر، والتي كانت تحمل في طياتها الحِكمة والعظة، فكثيًرا ما ظهرت شخصية فرانز كافكا واقتناعاته الداخلية، تلك التي ظهرت من خلال مقولاته التي عكست تجاربه وخبراته في الحياة والتعامل، والتعايش مع الناس، ومن هذه المقولات ما يأتي:

  • سوف أكتب رغم كل شيء، سوف أكتب على أي حال، إنه كفاحي من أجل المحافظة على الذات.
  • إذا كان الكتاب الذي نقرأه لا يقوظنا بخبطة على جمجمتنا، فلماذا نقرأ الكتاب إذًا؟.
  • كلنا نملك أجنحة ولكنها بلا أي فائدة لنا ولو كان بمقدورنا أن نمزقها عن أكتافنا لفعلنا.
  • لكل إنسان خاصيته، وهو مدعو للعمل والتأثير بمقتضى هذه الخاصيَّة، لكن ينبغي له أن يستسيغ خاصيته، وما خبرته هو أنهم سعوا، في المدرسة وفي البيت، لطمس خاصية الفرد.
  • العالم السليم لا يوجد إلا في الداخل.
  • الشباب سعيد لأن لديه القدرة على رؤية الجمال، أي شخص يحافظ على قدرته في رؤية الجمال لن يصبح عجوزًا أبدًا.

 

05 أغسطس, 2021 03:28:59 مساء
0