تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
"القارة القطبية" يوضح كيف يمكن الاستفادة تجاريا من أنتاركتيكا

سلطت العديد من الكتب والدراسات الضوء على المشكلات والأزمات الكبرى التى تواجهها القارة القطبية الجنوبية، مثل استمرار ذوبان الجليد في القارة القطبية الجنوبية الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة، لكن قليل هى المؤلفات التى ركزت على الاستكشافات الكبيرة في المنطقة، وكيف جعلتها العولمة أكثر تداخلاً مع حركة الأفكار والسلع والبشر والتجارة والحوكمة، وكيف يؤثر كل ذلك على المنطقة، ومنها كتاب "القارة القطبية الجنوبية" لمؤلفه كلاوس دودز، وترجمه إلى اللغة العربية عمر الأيوبى، ويندرج الكتاب ضمن "سلسلة مقدمات موجزة" التى تصدرها مطبعة جامعة أكسفورد.

 

Image removed.

 

ينظر الكتاب أيضاً للتحديات والضغوط التي تواجه القارة، بما فى ذلك السياحة، والصيد، والعلوم، وحماية البيئة، والسيادة الإقليمية، ويسلط الضوء على القضايا المحيطة بالحدود والأقاليم، بما فى ذلك نظام معاهدة أنتاركتيكا، وتعد القارة القطبية الجنوبية"أنتاركتيكا" من أكثر البيئات الطبيعية تنوعاً فى العالم، فهى حيز طبيعى غير عادى يشهد تغيرات كبيرة فى الشكل والحجم بمرور الفصول، كما أنها فريدة من نوعها من الناحية السياسية، إذ تضم واحدة من المناطق القارية القليلة التى لا تطالب بها أى دولة قومية، ومن الناحية العلمية، يزودنا الغطاء الجليدى القارى بأدلة مهمة عن مناخ الأرض القديم.

 

يذكر أن مستقبل القارة القطبية الجنوبية كان غامضاً فى أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين، فقد كانت سبعة بلدان "الأرجنتين وأستراليا وتشيلى وفرنسا والمملكة المتحدة والنرويج ونيوزيلندا"، تعتقد أن لديها حقوقاً سيادية فيها، غير أن الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى رفضتا تلك المطالب واحتفظتا بحقهما في المطالبة بالقارّة القطبية الواسعة وغير المأهولة.

 

وباشتداد الحرب الباردة في المنطقة القطبية الشمالية، ازدادت احتمالات انتقال المنافسة بين القوتين العظمتين إلى الجنوب، بل إنها انتقلت على شكل مشروعات علمية بدلاً من الاستحكامات العسكرية وألعاب الحرب، ومخافة حدوث الأسوأ، توافقت 12 دولة على معاهدة أنتاركتيكا في سنة 1959 للمساعدة في تنظيم السلوك الدولي في تلك المنطقة.

 

ويشير المؤلف إلى تعاظم الاهتمام بالقارة القطبية الجنوبية "أنتاركتيكا" في العقود الخمسة التالية بفضل الأبحاث العلمية والموارد والموقع الاستراتيجي، فوضعت أطر لحوكمة تلك المنطقة وثرواتها العضوية والمعدنية، وبُذلت جهود لضمان ألا تصبح المطالبات الإقليمية موضوعاً للنزاع، لا سيما وأن كل الدول ذات المطالب الإقليمية بأنتاركتيكا تتصرّف وكأنها تتمتّع بحقوق سيادية فيها.

 

مؤلف الكتاب كلاوس دودز، هو أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة لندن، ومحرر في مجلة "ذا جيوجرافيكال جورنال"، وهو معروف باهتمامه بمجالات الجغرافيا السياسية والحوكمة الدولية للقطبين الشمالي والجنوبي، ولديه العديد من المؤلفات المتعلقة بهذه الموضوعات.

 

 

 

المصدر: اليوم السابع

13 أغسطس, 2021 08:05:04 مساء
0