تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

قصيدة عن المطر

 

'); }

القصائد

تعرف القصائد بأنها مجموعة من الأبيات الشعرية متّحدة الوزن والقافية والرّوي، إذ شهدت القصائد تطورات في بنيتها بعد التحولات الاجتماعية والسياسية والفكرية التي طرأت على المجتمع العربي منذ النصف الثان من القرن العشرين، ويحتاج البناء القصيدي إلى وعي جمالي في التشكيل النصي، إذ أن هذا البناء يجب أن يكون دقيقًا وليس عشوائيًا، ويأتي كاشفًا عن لذة معرفية وجمالية في التشكيل، فالشاعر المبدع هو الذي يستثير القارئ بجمالية بناء القصيدة لتبدو متجانسة ومتماسكة في إقاعها اللغوي والدلالي.

 

 

'); }

قصيدة عن المطر

  • قصيدة نزار قباني:

أخاف أن تمطر الدنيا و لست معي

فمنذ رحت و عندي عقدة المطر

كان الشتاء يغطيني بمعطفه

لا أفكر في برد و لا ضجر

و كانت الريح تعوي خلف نافذتي

فتهمسين تمسك ها هنا شعري

و الآن أجلس الأمطار تجلدني

على ذراعي على وجهي على ظهري

فمن يدافع عني يا مسافرة

مثل اليمامة بين العين و البصر

وكيف أمحوك من أوراق ذاكرتي

وأنت في القلب مثل النقش في الحجر

أنا أحبك يا من تسكنين دمي

إنت إن كنت في الصين، أو إن كنت في القمر

ففيك شيء من المجهول أدخله

وفيك شيء من التاريخ و القدر
  • قصيدة بدر شاكل السياب:

عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السَّحر

أو شُرفتانِ راح ينأى عنهما القمر

عيناكِ حين تبسِمان تورِقُ الكُروم

وترقصُ الأضواء كالأقمارِ في نهر

يرجُّه المجداف وهناً ساعة السَّحر

كأنما تنبضُ في غوريهما النّجوم

أنشودة المطر مطر .. مطر .. مطر

تثاءبَ المساء والغُيوم ماتزال

تسِح ماتسِح .. مِن دُموعِها الثقال

كأنَ أقواسَ السَّحاب تشرب الغُيوم

وقطرةً فقطرةً تذوبُ في المطر

وتغرقانِ في ضبابٍ مِن أسن شفيف

كالبحر سرَّح اليدين

فوقه المساء .. دفءُ الشِتاء

وارتِعاشةُ الخريف

ويهطُلُ المطر مطر .. مطر .. مطر

أتعلمين أيَ حُزنٍ يبعث المطر

وكيف يشعُرُ الوحيدُ فيه بالضَّياع

كأنَّ طِفلاً باتَ يهذي قبل أن ينام

بأن أُمَّه التي أفاقَ مُنذُ عام .. فلم يجدها

ثُم حين لجَّ في السؤال

قالوا له: بعدَ غدٍ تعود .. لابدَّ أن تعود

فتستفيقُ مِلءَ روحي نشوةُ البُكاء

ورعشةٌ وحشيةٌ تُعانِقُ السَّماء

كرعشةِ الطِفلِ إذا خافَ مِن القمر

مطر .. مطر .. مطر

ومُقلتاكِ بي تطيفانِ مع المطر

وعبرَ أمواجِ الخليج تمسح البُروق

شواطيءَ الخليج بالنَّجومِ والمحار

كأنها تهمُ بالشَّروق

أصيحُ بالخليج .. ياخليج

ويرجعُ الصَّدى كأنه النشيج

أصيحُ بالخليج

يا واهبَ الَّلؤلؤِ والمحارِ والرَّدى

وأسمع الصَّدى مِن لُجَّةِ القرار

وينثرُ الخليج مِن هِباتِه الكِثار

في كلِ قطرةٍ مِن المطر

هي إبتسامٌ في إنتظارِ مبسمٍ جديد

أو حلمةٌ تورَّدت على فمِ الوليد

في كلِ قطرةٍ مِن المطر

في عالم الغدِ الفتي .. واهبِ الحياه

ويهطِلُ المطر
  • قصيدة قاسم حداد:
هذا الشتاء الذي يرتدي معاطفه الرمادية

ويجيء أحبه كثيراً

لكنه بجلب لقلبي الحزن المألوف

لا أكون كئيباً ولكني أحزَنْ

لأن الشتاء دون كل الفصول

يجعلكِ هاجساً لجوجاً في ذاكرتي

يجعلك ذاكرتي ذاتها

ويكفي أن تدق ساعة المطر

وتبلل كتف الزنزانة

لكي تتفجر الذكريات

الذكريات التي تحطك في روحي كالوهج الشرس

تتفجر كدموع الطفل الذي تركوه وحيداً

وذهبوا وشتاء هذا العام سيكون حزيناً أكثر

ليس لأنك مازلت في طرف المسافات

وأنا في الطرف الآخر

ليس لأن السفن لا تبحر في الصحراء

ليس لأن المطر يموج بي كاللهفة

ليس لأن الرسائل

ولكن لأنك سوف تنتظرين

في احدى الليالي المغسولة بالشوق

ولأنني لن أجيء

في هذا الشتاء

  • شعر ابن قلاقس:

أَجُودُكَ أَمْ جُودِ المَطَرْ

وبِشرُكَ أَمْ بشْرُ عَرْفِ الزَّهَرْ

يداكَ مَحَلُّ الرَّدَى والنَّدى

فشَخْصٌ يُسَاءُ وشخص يُسَرْ

فإِن شاعَ عنك صفاتُ الكَمال

فقد صدَّق الخُبْرُ ذاك الخَبرْ

تطولُ وتُسْمِعُنَا طائلاً

فلَمْ تُخْل من بدَرٍ أَو دُرَرْ

فِناؤكَ كالبيت أضْحَتْ تسيرُ

وفودُ النوالِ إِليه زَمَرْ

وكفُّكَ لولا العطاءُ الذي

يُفجَّرُ منها لقُلْنَا الحَجَرْ

فيا حافظَ الدِّين يا مَنْ لَهُ

صفاتٌ تَحَلَّى بها واشتهر

لئن كنتُ عندَكَ ذا رِفعةٍ

فما للورى غيرُ ما قد ظهرْ

يحَطُّ الفتى نَقْصُه دِرْهَماً

وكيف الذي نَقَصَ اثْنَيْ عَشَرْ

وأَنْتَ فأَكرَمُ مِنْ أَنْ أُرَى

وشيمتُك النفعُ أَشكو الضَّررْ

فجُدْ وأَجِبْ خاطِرًا خاطِرًا

ولولاكَ يا قَصْدَهُ ما خَطَرْ

بقيتَ على رَغْمِ أَنْفِ العَدُوِّ

لِمَنْ راحَ مُسْتَجْدِيًا أَو بَكَ
  • شعر المتنبي:

اِختَرتُ دَهماءَتَينِ يا مَطَرُ

وَمَن لَهُ في الفَضائِلِ الخِيَرُ

وَرُبَّما قالَتِ العُيونُ وَقَد

يَصدُقُ فيها وَيَكذِبُ النَظَرُ

أَنتَ الَّذي لَو يُعابُ في مَلَإٍ

ما عيبَ إِلّا بِأَنَّهُ بَشَرُوَ

أَنَّ إِعطائَهُ الصَوارِمُ

وَالخَيلُ وَسُمرُ الرِماحِ وَالعَكَرُ

فاضِحُ أَعدائِهِ كَأَنَّهُمُ

لَهُ يَقِلّونَ كُلَّما كَثُروا

أَعاذَكَ اللَهُ مِن سِهامِهِمِ

وَمُخطِئٌ مَن رَمِيُّهُ القَمَرُ
  • شعر محمود درويش:

مَطَر ناعمٌ في خريف بعيدْ

والعصافير زرقاءُ زرقاءُ

والأرض عيد

لا تقولي أنا غيمة في المطارْ

فأنا لا أريدْ

من بلادي التي سقطتْ من زجاج القطار

غير منديل أُمي

وأسباب موت جديد.

مطر ناعم في خريف غريبْ

والشبابيك بيضاءُ بيضاءُ

والشمسُ بيّارة في المغيب

وأنا برتقالٌ سليب

فلماذا تفرّين من جَسَدي

وأنا لا أُريد

من بلاد السكاكين والعندليب

غير منديل أُمي

وأسباب موت جديد

مطر ناعم في خريف حزين

والمواعيد خضراءُ خضراءُ

والشمسُ طين

لا تقولي رأيناك في مصرع الياسمين

كان وجهي مساء

وموتي جَنين

وأنا لا أُريد

من بلادي التي نسيتْ لهجة الغائبين

غير منديل أُمي

وأسباب موت جديد

مطر ناعم في خريف بعيد

والعصافير زرقاءُ زرقاءُ

والأرض عيد

والعصافير طارت إلى زمن لا يعود

وتريدين أن تعرفي وطني

والذي بيننا

وطني لذَّة في القيودْ

قُبلتي أرسلت في البريدْ

وأنا لا أُريد

من بلادي التي ذَبَحَتْنِي

غير منديل أُمي

وأسباب موت جديد

 

المطر والشعراء

تغنّى الشعراء بمختلف بيئاتهم الجغرافية بالمطر، فنجد العديد من القصائد التي تتحدث عن المطر، إذ اعتبروه من مصادر الرحمة والخير، وارتبط المطر كثيرًا بالشعر الجاهلي؛ بسبب عيشهم في الصحراء وفي بيئة جافة وقاسية، فكان المطر بمثابة الحياة التي تنبت زرعهم وتسقي مواشيهم، إذ ذكر الشعراء العرب المطر لعشقهم له، فهو مبعث للحياة والخصب، وبه يتممون حياتهم من ريّ وسقي وغيرها، لذا عرفوا خصائصه، وعرفوا أحواله، واستدلوا على ألوان السحب التي تحمل الغيث، وميّزوا أنواع البرق وأصوات الرعد التي يستبشرون بها، ونمى لديهم علم كثير وغزير عنه.

فعندما أخذ الشعراء بكتابة القصائد عن المطر، لم يكن وصفهم له وصفًا سطحيًا، لكن كان ناجمًا عن رؤية عميقة لأسرار الوجود، فقد كان الشاعر يرسم للمطر صورة تأمليّة عميقة صادرة من ثرات ومعتقدات وتأمل، ثم بعد ذلك يأتي التحكم بالصياغة والعبارات التي تُصاغ بها جمالية المطر، فالشعراء الجاهليون كانوا ينظروا للمطر بشيء من التقديس والعظمة؛ لما رأوا فيه من مادة للحياة التي منها يُخلق كل شيء، وتتبع الشعراء جميع مظاهر المطر، فوصفوا نزوله، وبرقه، ورعده، ورائحته، وغزارته، وسحبه، ورسموا له أجمل الصور الفنية، وصاغوا أروع الأبيات الشعرية له التي يتم تداولها حتى يومنا هذا.

 

أقوال عن المطر

توجد أقوال عدة تتحدث عن جمالة المطر، منها:

  • جاء الشتاء وبعد انتظار، نزلت أول حبات المطر كاللؤلؤ والماس، ذلك الهواء الذي أرجح ستائر منزلي وتلك القطرات التي سقطت متراقصة على شباك غرفتي.
  • قفزت من على أريكتي وفي الشرفة كانت طلتي، بللت يدي بتلك القطرات العطرة، ودعوت ربي بأن يكثر المطر ودعوته بأن يجمعني مع أحبتي.
  • يذكرنا بالدفء حين كنا في أحضان أمهاتنا نختبئ، وبها نلتحم ونعود وكأننا ما زلنا أجنة فى الرحم، أحب المطر وأحب كل حبة من حبات المطر.
  • وإلى تلك السنوات التي مضت من عمرك، ستحن إلى قلوب افتقدتها وأحاسيس نسيتها، ستغمض عينك وتسترجع شريط أحلامك، بحب ستنسى كل ما بقلبك من نقاط سوداء، عندما ترى نقاء المطر تذكر كل صفاتك الجميلة التي نسيتها بفعل متاعب الحياة والأوقات القاسية، وليالي السهر الحزينة.
  • مع عودة الشتاء وهطول المطر حاملا تلك الأحلام البريئة ياتي الربيع بأزهاره فتحلو الحياة بعد المطر.
  • لقد كانت فطرتك كالبذرة في داخلي، ولقد ربت في موسم المطر وضمرت في جفاف الحر، ولكن بقيت عبر العصور.
  • تعال، لنشاهد المطر في صمت، ونسر دعواتنا، علها تستجاب.
  • أعوام مضت لا أحد يعلم عنهم شيئا رحلوا، ولم يبقوا سوى الذكريات وليتهم رحلوا فقط بل ينفثون الوشايات في كل مكان يقطنون به هنا، وهناك إلى أن سئمتهم الروح ليأذن القدر لهم باللقاء فيلتقون تحت زخات المطر، سلام وابتسامة، وتعود الأمور لسابق عهدها.. اسقط يا مطر أزل الحقد عنهم، اسقط ودع بذور الحب والوفاء تزين عالمهم، أسقط يا مطر أعد العمر لحظات قبل الممات.
  • إذا رضي الله عن قوم أنزل عليهم المطر في وقته، وجعل المال في سمحائهم، واستعمل عليهم خيارهم، وإذا سخط على قوم أنزل عليهم المطر في غير وقته، وجعل المال في بخلائهم، واستعمل عليهم شرارهم.
  • كلاهما ينتظر تلك الليلة بكل جوارحهم يحلمون بولادة عالم جديد، تحدث كارثة ويتأجل موعد فرحتهم ويبدأ مسلسل الصبر الطويل يسقط المطر من جديد ويعوضهم الكريم بفرحة أعظم وأجمل، أسقط يا مطر طوق دنياهم بحدائق السعادة والطمأنينة، أسقط واعزف سيمفونية أفراحه، واسقط وابن لهم من الأمان والهدوء مساحات.
  • لولا اصطدام الغيوم لما انهمر المطر، ولولا احتكاك العقول لما اشتعل الفكر، اسقط يا مطر واغسل جراحها وآلامها، أسقط وبدد الأحزان، اقض على تلك العذابات، اسقط يا مطر قبل أن يجتاحها الجفاف والشتات.
  • كيف أنتظر المطر إذا لم أزرع السنابل.
  • البحر هو مصدر الإلهام الأول، والمطر قطرات الوحي.
  • اشتقت أن يقرع المطر زجاج نافذتي لتعم السعادة على أرجاء مملكتي، المطر يثير فينا حنينا وشجنا لأيام مضت ولن تعود.
  • مفاتيح الغيب خمسة لا يعلمها إلا الله، لا بعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم أحد متى يأتي المطر إلا الله، ولا تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله.
  • لن أحمل مظلة، سأقف تحت المطر حتى تأتي، لندخل المقهى سويا.
  • هل أقول تحت انهمار المطر أكرهك أم أحبك.

 

21 أغسطس, 2021 05:34:32 مساء
0