تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
القصة القصيرة والشباب..شغف يتجدد

ظل فن القصة القصيرة، لسنوات عديدة، الصنف الإبداعي المفضل لدى الشريحة الأكبر من الشباب في مجتمعاتنا وأيضاً لدى المبدعين المخضرمين، وذلك لما يتصف به من سمات يعد معها قادراً على أن يستوعب مضمون مخيلاتهم وأن يلبي متطلباتهم ويواكب ذائقة كل منهم الأدبية.

 

لكن، وبعد سطوة الرواية، وإثر ثورة القنوات الفضائية ومن ثم سيطرة عوالم الرقمنة ومواقع التواصل الاجتماعي على مجالات الإبداع، بات البعض يصنف فن القصة في خانة الفن المهجور نوعاً ما وذلك نتيجة عدم الإقبال عليه من قبل القراء والكتاب، وخاصة الشباب. بينما استمر آخرون يدافعون عنه وتأكيد أهميته.

 

«البيان» حاولت أن تقارب وتناقش هذه المسألة من خلال الاستطلاع الأسبوعي، حيث طرحت سؤالاً على متابعيها عبر منصاتها في فضاءات مواقع التواصل مفاده: «هل يحظى فن القصة القصيرة باهتمام الشباب ويروي شغفهم الأدبي؟» وقد أكدت خلاصات الاستطلاع ونتائجه أن هذا الفن لا يزال قوياً مؤثراً يستقطب الشباب ويحظى باهتمام المبدعين، وخاصة الشباب، إذ أوضح 62 % من المشاركين بالاستطلاع على موقع «البيان» الإلكتروني، أن فن القصة القصيرة يحظى باهتمام الشباب ويروي شغفهم، بينما رأى 38 % غير ذلك، في حين كانت نتائج التصويت على منصة الـ«البيان» على «تويتر» مختلفة، حيث لم تتفق نسبة 55 % مع أن فن القصة القصيرة يلقى إقبالاً من الشباب، بينما رأى 45%عكس ذلك تماماً.

 

سلبيات وإيجابيات

 

وتعليقاً على هذه النتائج، قال الكاتب علي أبو الريش: القصة القصيرة بحاجة إلى شباب لديهم مهارات لغوية عالية، فهذه المرحلة من السرد والحكاية في مجتمع متطور ومتسارع الخطوات، تتطلب قوة سردية تواكب هذا التطور، ويكمن الشغف بالقراءة التي تمتلك قوة خارقة ومؤثرة منذ القدم.

وتابع: إلى جانب الإيجابيات التي تقدمها وسائل التواصل الاجتماعي، في خصوص هذه المسألة، فهناك سلبيات أيضاً، إذ نجد غالبية الشباب منكباً وغارقاً في صور ومشاهد وأفلام لا قيمة لها، في كثير الأحيان، وهذا الأمر أدى إلى جرهم بعيداً عن القراءة، وصبوا جل اهتمامهم على أفلام وصور ومسرحيات ومسلسلات فارغة، تدمر عقولهم. وهو ما أثر أيضاً على فن القصة وحضوره وقوة تأثيره.

 

ترويج ضعيف

 

ومن جهتها، أشارت القاصة والروائية لولوة المنصوري في تعليقها على الموضوع، إلى أن الترويج الإعلامي للقصة القصيرة في وقتنا الراهن بات ضعيفاً، فالقصة ولدت بين أحضان الصحف، التي كانت تستقطب قصصاً لكتاب وتقوم بنشرها وتقدم مكافأة مادية ومعنوية لكاتب هذه القصة، هذا الضعف في الترويج أدى لعدم الاهتمام بالقصة القصيرة بقدر الاهتمام بعالم الرواية، ومع ذلك، لم تبتعد القصة القصيرة كثيراً، فهي حاضرة وموجودة لكن التركيز عليها قد اختلف عن الماضي.

 

فكرة

وأضافت لولوة: إننا نسير وفقاً لما تفرضه الفكرة والتي تستدعي كتابة قصة قصيرة، وأحياناً أخرى تتطلب الفكرة إشباع نفسها برواية، الأحداث تستطرد وتتشكل بنفسها وتتمدد ويدخل شيء يسمى «تيار الوعي» الذي إذا دخل إلى قصة قصيرة قد يحولها إلى رواية طويلة مختلفة العناصر، فنتفاجأ أحياناً أننا نريد كتابة قصة قصيرة لكن الرواية تسحبنا إلى مكان آخر.

لا أرى أن الرواية لها الغلبة على القصة القصيرة، ولا العكس، لكن الفكرة الرئيسة للعمل، سواء في القصة أو الرواية، هي التي تغلب وتحكم كل شيء في الأجناس الأدبية، إذاً الفكرة هي المحرك الأساسي للنص الأدبي مهما اختلفت أجناسه.

 

 

 

المصدر: البيان

26 سبتمبر, 2021 03:14:22 مساء
0