تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
دور النشر «السورية» تعود لمعرض الرياض بعد غياب 10 سنوات

 

يعيد «معرض الرياض الدولي للكتاب» دور النشر السورية للمشاركة في دورته المقامة هذا العام، بعد غياب نحو 10 سنوات فرضته الأوضاع السياسية المضطربة آنذاك، وذلك من خلال 46 دار نشر تشارك في المعرض الذي فتح أبوابه للزوار يوم الجمعة الماضي ويستمر حتى يوم الأحد المقبل، وأبدى ناشرون سوريون سعادتهم البالغة بهذه الفرصة التي سنحت لهم للمشاركة في هذا المعرض.


ويوضح سمير أحمد، ممثل «دار التكوين» السورية، لـ«الشرق الأوسط»، أن «معرض الرياض الدولي للكتاب يعدّ من أهم المعارض العربية، مما يجعل الناشرين السوريين سعيدين بهذه العودة»، ويضيف: «افتقدنا الحضور لسنوات، وسعدنا بالمشاركة الآن»، مؤكداً أن «القراء السعوديين احتفوا بدورهم بهذه العودة معبرين عن فرحتهم بالأجنحة السورية المشاركة إلى جانب نظرائها من دور النشر العربية».


ويتفق معه شادي سليطين، ممثل «دار الفرقد» السورية، الذي وجه عبر «الشرق الأوسط»، شكره لإدارة المعرض على ما وصفه بـ«تسهيل أمور المشاركة؛ بداية من رحلات الطيران حتى عرض الكتب»، مضيفاً: «الشعب السعودي مضياف بطبعه، لذا لم نستغرب ذلك»، مؤكداً أن «دور النشر السورية تعوّل كثيراً على هذه المشاركة التي تأتي بعد عام قاس شهده العالم مع وباء (كورونا)»، مما يدفعهم للتفاؤل بارتفاع مبيعات المعرض الذي شهد إقبالاً كبيراً منذ يومه الأول.


وتشارك «دار ياسمينا للترجمة والنشر والتوزيع» لأول مرة في معرض الرياض. وتقول الدكتورة سمراء زليخة، مديرة الدار، إن «هذا المعرض وفّر فرصة سانحة لدور النشر السورية التي يشارك بعضها لأول مرة». وتضيف: «حركة النشر في سوريا قوية ومتواصلة، رغم الصعوبات التي تواجهها. وتوفر معارض الكتب الفسحة الوحيدة أمامها للتعريف بمنتجاتها الفكرية وتسويقها، حيث تتقلص سوق التوزيع محلياً بسبب الأوضاع الراهنة».


وتنشط «دار ياسمينا» خصوصاً في كتب الفلسفة العرفانية وأدب التصوف، وقامت الدار عبر صاحبها الكاتب والمترجم الدكتور علي عباس زليخة بترجمة روائع الأدب الفارسي مثل «الشاهنامه» لأبي القاسم الفردوسي، ورواية «جلال الدين الرومي... طفل بلخ المثير» من تأليف بهمن شكوهي، وترجمة الدكتور بشار سلمان، ومجموعة ديوان «حافظ شيرازي» ترجمة علي عباس زليخة.


وكان كثير من إصدارات الدور السورية تحضر في المعرض خلال السنوات الماضية من خلال دور نشر أخرى، من لبنان أو العراق وغيرها، تقوم بعرض عدد من المؤلفات السورية المتنوعة، لتعود الأمور الآن كما السابق في معرض الرياض الدولي للكتاب لهذا العام، وفي جولة لـ«الشرق الأوسط» بين زوار الأجنحة السورية، أبدوا سعادتهم بهذا الحضور الذي يأتي مكملاً لدور النشر العربية.


ولم تكن دور النشر السورية وحدها المتلهفة على المشاركة بالمعرض، بل كل الدور الأخرى التي غابت نحو عام ونصف عن هذا الحدث الثقافي الزاخر بسبب تداعيات وباء «كورونا»، مما جعلهم يفتقدون الحراك الثقافي السعودي والقارئ السعودي الذي يُجمعون على أنه «قارئ نهم ومهتم بجديد الكتب والمؤلفات، وهو ما يضاعف من حرص دور النشر العربية على المشاركة بالمعرض».


وأجمع الناشرون العرب على أن «موقع المعرض الجديد حكاية أخرى تستحق التوقف»، الذي يأتي على مساحة 36 ألف متر مربع، بإشراف وزارة الثقافة وتنظيم هيئة الأدب والنشر والترجمة، ليجمع هذا المكان الكبير خلاصة العقول من الأدب والعلوم والمعارف والفنون، على مدى 10 أيام متتالية.
ويحظى معرض الرياض الدولي للكتاب بوجود أكثر من ألف دار نشر محلية وعالمية، تزخر بالمعارف والثقافات المختلفة من أرجاء المعمورة، مع وفرة في الفعاليات؛ بين أنشطة وندوات وورشات وأمسيات وحفلات وجوائز تكريم وبرامج ثقافية متنوعة تزيّن واجهة الرياض التي اختارتها وزارة الثقافة مقراً جديداً للمعرض».

 

 

 

المصدر: الشرق الأوسط

04 أكتوبر, 2021 12:40:38 مساء
0