تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
"الإخوان من الباب الخلفي".. كتاب يمني يفضح التنظيم الإرهابي

ثمة أسلحة مبتكرة لمحاربة فكر الجماعات المتطرفة والمليشيات الإرهابية التي تحاول جر اليمن نحو الخراب وإغراق البلاد في الصراعات.

فجماعةٌ مثل "الإخوان" تعتمد على غسل عقول النشء والشباب والتأثير عليهم فكريا، لاستقطابهم وتجنيدهم لصالح مشاريع عدوانية، وهذه المشاريع تحتاج إلى الأفكار أيضا لمقاومة انتشارها.

ولعل هذا ما تنبه إليه عدد من المفكرين والباحثين اليمنيين، الذين جعلوا من إنتاجاتهم الفكرية أسلحةً لفضح أساليب "الإخوان" ومشاريعهم الهدامة.

من بين هؤلاء المفكرين، كان الباحث اليمني صالح باراس، مؤلف كتاب "الإخوان المسلمون من الباب الخلفي.. إخوان اليمن والتعصب المزدوج"، الذي كان من بين أكثر العناوين مبيعا في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وشارك مؤخرا في معرض الرياض الدولي.

وصالح علي الدويل باراس من مواليد 1955، في منطقة صدر باراس بمديرية الصعيد في محافظة شبوة، وهو حاصل على دبلوم اللغة العربية من جامعة عدن.

وقد عمل معلما للمرحلتين الابتدائية والإعدادية، وهو ناشط في الحراك الجنوبي منذ انطلاقه، وعضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي.

وهو مفكر وباحث، وكاتب رأي في عدد من الصحف اليمنية مثل الأيام، والطريق، وعدن الغد والوسط.

الأكثر مبيعا

يقول الباحث صالح باراس إن الكتاب، الذي جاء في 185 صفحة من القطع المتوسط، على 6 فصول، كان من بين أكثر الكتب مبيعا في معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي أقيم في يوليو/تموز 2021، بحسب دار النشر التي طبعت الكتاب، وهي دار عناوين بوكس في القاهرة.

ويصف المؤلف كتابه بأنه أحد الأسلحة الفكرية لمواجهة الفكر الإخواني، ومقاومة مشاريع التنظيم الهادفة إلى زعزعة استقرار الوضع في مختلف البلدان التي مرّوا منها.

ويؤكد باراس أن الأصل في كشف فكر الإخوان وتحجيم فكرهم لن يكون أمنيا فقط، بل لا بد من تعريةٍ فكرية لهم، والكتاب جزء من هذه المعركة معهم.

 

ويضيف باراس أن الفصل الأول من الكتاب تضمن قراءة لخارطة الأزمات والحلول، وتساؤل: لماذا نقرأ الخارطة؟.

وقال: "أجبت عن هذا التساؤل عبر 3 مواضيع رئيسية هي: حروب القضية اليمنية، حرب الإرهاب، حرب استقلال الجنوب العربي وقضايا القضية الجنوبية".

وهي قضايا تداخل فيها تنظيم الإخوان بشكل مباشر، وكان طرفا أصيلا في رسم خارطة أزمات ما زالت اليمن تعاني من تبعاتها حتى الآن.

فكر الإخوان

ويشير إلى الفصل الثاني من الكتاب، الذي تطرق لفكر جماعة الإخوان وخلفياتها الثقافية والعقائدية وتكتيكاتها السياسية والإعلامية.

وتحت عنوان (الإخوان من الباب الخلفي)، تمت الكتابة عن الجماعة (بين الدعوي والحركي)، وبدايات الإسلام الحركي في العصر الحديث، وسمات من الازدواجية الإخوانية.

كما تضمن هذا الفصل مفخخات تأسيس تنظيم الإخوان، ونزعته للسيطرة على الأفراد، وآليات الاستقطاب والعقوبات، بالإضافة إلى صناعة الإشاعة والكذب عند الإخوان، ومفهوم الإخوان للأحزاب والمشاركة في الحكم.

وفي الفصل الثالث من الكتاب، لفت باراس أنه سلط الضوء على جماعة الإخوان في اليمن، من خلال ولاءاتها المزدوجة، واستغلال اليمن باعتباره أول الطريق للوصول إلى العالمية.

كما تناول هذا الفصل قصة نشأة الإخوان في اليمن "الجمهورية العربية اليمنية سابقا"، والطور الإخواني الثاني في اليمن منذ عام 1959 وحتى 1990.

وتطرق مؤلف إلى التواجد الإخواني في الجنوب العربي، وأهمية موقع الجنوب العربي والجنوبيين في أحزاب اليمن ومنظومته، وكذا التأسيس العلني للإخوان في اليمن، وتأسيس حزب الإصلاح ومكونه العقائدي.

عصبوية وإرهاب الإخوان

وكشف الباحث باراس أن هذا الفصل كشف عصبوية تجمع الإصلاح في إدارته وشراكته السياسية والمجتمعية، وبداية الخلاف في المركز العصبوي المقدس، والتغطية على الإرهاب وتدويره.

المؤلِف ألمح في كتابه إلى قيام تنظيم الإخوان بالتغطية أيضا على النظام العصبوي وتبنيه وحمايته، باعتباره ضمان لاستمرارية الجماعة.

مؤكدا أن تنظيم الإخوان قائم أساسا على العقيدة والعصبوية، والتي تمنحه الحياة، رغم خطورة هذه المعايير العقائدية والعصبوية على المجتمع اليمني.

ويضيف: "خصصت الفصل الرابع من الكتاب للحديث عن ممارسات يقوم بها الإخوان حاليا في المجالات السياسية. والعسكرية في اليمن"

وذلك من خلال محاولات تأثير الإخوان على الحكومات اليمنية وعلى التحالف العربي حتى، بحسب مؤلف الكتاب.

ولفت باراس إلى أن بقية فصول الكتاب تطرقت إلى استغلال الإخوان للقبيلة حزبيا وأمنيا، وتقسيم ذلك جغرافيا، الحالة الأولى في جنوب اليمن، والحالة الثانية في الشمال.

 

 

 

المصدر: العين الأخبارية 

18 أكتوبر, 2021 02:18:12 مساء
0