تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
سهى كراجة تتحدث بعمق في صالون الخفّش الثقافي

احترفت الإعلامية سهى كراجة كسر أقفال الصناديق المغلقة لتنبش إعلامياً في ملفات مُغيبة إعلامياً، ففي كل حلقة من برامجها كانت تتحدى بوابات سياسة النشر متسلحة بصدقها ومهنيتها وشخصيتها العنيدة التي ترفض أن تقدّم تنازلات بالقص والحذف .

تحدثت كراجة في صالون الدكتورة سهام الخفّش الثقافي عن التحديات التي تواجه الإعلامية، وفي هذه الاستضافة توافق العنوان مع المستضيفة، لأن التحديات التي واجهتها سهى كراجة تعدُّ مثالاً وانموذجاً للمراة الأردنية المثابرة التي استطاعت أن تطرح موضوعات محرمة عبر الشاشة الرسمية التي تكتسب مكانتها الوطنية والجماهيرية بقدر ما تطرحه من قضايا مختبئة بين أزقة المجتمعات.

وفي الصالون الثقافي الأنشط في عمّان، ذهبت كراجة للحديث عن تحديات كثيرة مِن بينها عدم استيعاب مسؤول النشر لحاجة المواطن الضعيف الذي ينظر إلى الإعلام على أنه المنقذ والمخلّص وليس الإعلام الساعي دائماً لتجميل الصورة وإخفاء الحقائق.

وسألت ثم أجابت: ما العلاقة بين معرفة الناس للحقيقة وبين التقليل من الإنجازات الوطنية ؟ "إن التطرّق لمشاكل المجتمع وتسليط الضوء عليها لا يجوز تفسيره بأي حال من الأحوال على بأنه إنتقاصٌ من الصورة العامة للمجتمع، بل أن الدور الرئيس للإعلامي هو حراسة المجتمع وحل مشاكله وليس إخفاء الحقيقة، وهذا ما كنت دائماً أرفضه لأن القضايا التي تسكن مجتمعنا لا يمكن لصاحب الضمير الحي أن يصمت امامها" . 

وتحدثت إعلاميتنا العارفة بخبايا المجتمع وتفاصيله، عن معيقات كثيرة تواجه المرأة الإعلامية في عملها وطرحت نفسها كمثال وشاهد حي على نظرة رجعية تطال برامجها المتحررة من قيود حارس البوابة الذي وفي كل حلقة كانت تتصادم معه قائلة : كان التحدي لدي هو أن أُحدث فرقاً في العمل الإعلامي بعيداً عن الإختباء خلف مزاجية المدراء الذين تعودوا على جعل شاشتنا الرسمية محلاً لتقديم صورة المجتمع الفاضل وهذا في الإعلام يعني الهروب من الحقيقة وعدم إدراك لأهمية الوقوف على قضايا الناس.

حاورها الحضور في الأمسية التي أدارها الإعلامي شاكر حداد، فالعادة في صالون الخفّش الثقافي اختيار الموضوعات المهمة والأشخاص المتميزين لإثراء النقاش والعصف الذهني بين الضيوف وأعضاء الصالون من القامات الفكريّة المتنوعة، وفي الحوار كان التشخيص قد طال جميع التحديات التي تواجه الإعلامية الأردنية كما طال نجاحاتها في المحطات الفضائية المتنوعة وقالت كراجة : الموروث الثقافي المحلي هو السبب في جعل المرأة في الدرجة الثانية خصوصاً في المؤسسات الإعلامية التي فيها المرأة مستثناه من المواقع الفنية والإدارية المتقدمة مقابل إستحواذ الرجل على 80% الوظائف في هذه المؤسسات.

وطرحت كراجة تساؤلاً عن ندرة وجود المرأة في مجالس الإدارات في المؤسسات الإعلامية وفي الجامعات وغيرها، كما تطرّقت إلى غياب وجود المرأة الإعلامية ضمن الفريق الذي يحدد صياغة السياسة الإعلامية وقالت : عندما يشاهد الرجل العمل الإعلامي ليحكم عليه، فهو ينظر له من جانب رؤيته، لكن المرأة عند وجودها في هذا الموقع من رقابة المحتوى فنظرتها تختلف عن الرجل وبالتالي يجب أن يكون هناك توازناً جندرياُ في الفريق الذي يحدد الخطوط العامة للنشر .

  وكراجة التي تركّز في عملها الإعلامي على قضايا الشباب والتعليم بما فيه المدارس والجامعات وقضايا الأطفال والأسرة والديموقراطية والمخدرات وغيرها، كانت توصف رجال الأمن بانهم أكثر تفهماً واهتماماً ومساعدة بنشر هذه القضايا، أكثر من تفهّم بعض المسؤولين الإعلاميين الذي يضعون العصا بالدولاب.

29 عاماً من العمل الإعلامي لكراجة وهو العمل المزدحم بالنجاح وتكسير مجاديف التحديات حتى أن تم طلبها للقاء مع جلالة الملك عبدالله الثاني بعد حلقة تناولت فيها "دور الرعاية". 

تبادل الحضور الآراء والأفكار قبل أن يُسلّم القس سامر عازر بالنيابة عن الدكتورة سهام الخفّش درعاً تكريمياً للإعلامية سهى التي عبّرت عن إعتزازها وتقديرها بهذه الاستضافة بوجود شخصيات أردنية متميزة .

 

 

 

المصدر: الدستور

19 أكتوبر, 2021 10:46:15 صباحا
0