أكثر من مليون كتاب و110 آلاف عنوان جديد.. نسخة استثنائية من «معرض الشارقة الدولى للكتاب»
تعد الدورة الـ 40 استثنائية فى تاريخ المعرض، وقد جاءت بعد أزمة انتشار فيروس كورونا الذى أثر بشكل سلبى على قطاع النشر وصناعة الكتاب، وكان حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان القاسمى فى الدورة 39 من المعرض قد قدم لفتة إنسانية طيبة، حيث قام بإعفاء جميع دور النشر من رسوم إيجارات الأجنحة بقيمة 6ملايين درهم، تعويضا عن الخسائر المادية التى تكبدوها جراء هذه الأزمة ، وموجها رسالة للعالم وهي” أن صحة المجتمعات واستقرارها يبدأ من تعافى واقعها الثقافى وقوة العاملين فيه” ليصبح معرض الشارقة أول معرض يعفى الناشرين من الرسوم، وكان المعرض يحمل عنوان “العالم يقرأ من الشارقة “ليتأكد رسوخ الرؤية التى وضعها حاكم الشارقة منذ أكثر من أربعين عاما، وهى الاتجاه بالاستثمار فى الرأس المال البشرى من خلال الاستثمار فى وعى المجتمعات ومعارفها، لتحقيق نهضة شاملة تستند إلى خصوصية الثقافة الإماراتية، وما قدمته من تجارب الحضارات والثقافات الإنسانية، ليأتى “الشارقة للكتاب” بمثابة مشروع ثقافى يفتح أبواب التواصل على العالم كله، هذه النسخة يشارك فيها هذا العام عدد كبير من الدول، ويتضمن 110 آلاف عنوان من عناوين الكتب المختلفة، ولأول مرة تشارك فى المعرض 9 دول مختلفة منها دولة كولومبيا، جنوب السودان، كينيا، مالاوى، رواندا، أوغندا، زيمبابوى.
عن مشاركة دولة جنوب السودان لأول مرة فى تاريخ المعرض، أعربت وزيرة الثقافة السودانية د. نادية أروب أدول، عن بالغ سعادتها للمشاركة فى معرض الشارقة، هذا العرس الثقافى الذى يضم كوكبة من المثقفين العرب والأجانب، ويضم فاعليات ثقافية كثيرة، قالت وزيرة الثقافة فى تصريح خاص لـ«الأهرام العربى»: سعدت جدا بهذه المشاركة الطيبة، التى نستفيد منها كثيرا فى معرض الكتاب الدولى، الذى ننظمه، وسيكون هناك عدد من بروتوكولات التعاون، سيتم توقيعها فيما يتعلق بتبادل الأنشطة والفاعليات الثقافية” وتمنت الوزيرة النجاح والتوفيق للدورة الأربعين، مشيدة بجهود حاكم الشارقة فى إثراء الحراك الثقافى فى الوطن العربى.
26
وتحل دولة إسبانيا ضيف شرف هذه الدورة، حيث يشارك 41 كاتبا وفنانا إسبانيا، ويتضمن المعرض ما يقرب من 400 فاعلية ثقافية منها مسرحيات وعروض موسيقية وأمسيات شعرية، وهناك 355 فاعلية للطفل بمشاركة متخصصين من 9دول، وما يقرب من 80 مسرحية وعروضا متنقلة.
أما عن شخصية العام الثقافية، التى يتم تكريمها خلال فاعليات المعرض، فقد تم اختيار الروائى الكويتى طالب الرفاعى، تقديرا لمسيرته الإبداعية فى كتابة الرواية والقصة وتدريس فنون الكتابة الإبداعية، ودوره فى تجديد الأدب الخليجى ونقل جماليات المكان وثقافة أهله.
وفى تصريح خاص لـ«الأهرام العربى»، أعرب طالب الرفاعى عن سعادته باختياره شخصية العام الثقافية، وتكريمه فى معرض الشارقة الدولى للكتاب، قائلا: “تلقيت خبر تكريمى بمباركة من الشيخ سلطان بن محمد القاسمى صاحب السمو، وهذا التكريم أعتبره مصدر فخر واعتزاز ونقطة مضيئة فى مسيرتى” .
ونظرا لاستثنائية هذه الدورة، فلأول مرة يتم إطلاق منصة «الشارقة تقرأ» وإطلاق تطبيق يحمل اسم المعرض يمكن تحميله على متجر بلاى ستور، كما يحتضن المعرض الدورة الـ 11 لمؤتمر الناشرين المتخصصين فى قطاع النشر، للوقوف على أهم القضايا التى تهتم بالنهوض بهذه الصناعة، بالتعاون مع الاتحاد الدولى للناشرين.
كما تنطلق الدورة الثامنة من مؤتمر المكتبات بالشراكة مع جمعية المكتبات الأمريكية، التى تناقش سلسلة مواضيع حول مستقبل المكتبات تحت شعار “معا نحو المستقبل” بحضور 200 متخصص من 20دولة كما يستضيف المعرض لأول مرة أيضا “قمة المكتبات الوطنية “تحت شعار “ الحضور والتأمل والتأثير” بمشاركة أكثر من 60 مشاركا من 20 دولة.
أربعون عاما مسيرة ناجحة لمعرض الشارقة الدولى للكتاب كانت البدايات عام 1979، قبل انطلاق المعرض بثلاث سنوات عندما قال حاكم الشارقة مقولته الشهيرة:” آن الأوان لوقف ثورة الكونكريت فى الدولة لتحل محلها ثورة الثقافة “ لتنطلق فاعليات النسخة الأولى عام 1982، لتشهد الشارقة أول عرس ثقافى ينتظره المثقفون العرب، يتقابلون ويتحاورون ويقرءون نصوصا شعرية، تلهب الوجدان، يخطون حروفاً تشكل الشعر والرواية. اللافت للنظر أن مركز إكسبو الشارقة كان حاضنا للمعرض منذ بداياته، حيث افتتح الدورة الأولى سموالشيخ الدكتور سلطان القاسمى، حاكم الشارقة، وخلال كلمته قال:”إن تربية الأبناء تربية سليمة يجب اعتمادها وتنميتها فى إطار الإيمان بالوحدة العربية، والتأكيد على دور الشباب فى التنمية الفكرية، ما يحتم على دور النشر القيام بدورها الطليعى فى خدمة هذه المبادئ السامية.”
فى كل دورة من دورات افتتاح المعرض كانت كلمة الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، تحث على التزود من الكتب وضرورة دعم من يعملون فى صناعة النشر، بشكل خاص وكان دائما يؤكد أن الكتاب يحق له أن يعفى من كل ما يؤجل ويعوق وصوله إلى الناس صغارا وكبارا، يحق له أن يعفى من كل قيد أو رسم أو عبء ويقلل جريانه مجرى الدم فى الناس”.
شملت الدورة الأولى عدة فاعليات ثقافية، والتقى الجمهور بالشاعر الفلسطينى محمود درويش، وشارك فيها العديد من الدول العربية والأجنبية، وبمرور الوقت تنامت المشاركات وعدد الضيوف ودور النشر.
فى الدورة الـ 19 حرص الشيخ الدكتور سلطان القاسمى على مشاركة الأطفال باعتبارهم أجيال المستقبل، ورأى أنهم فرس الرهان، لذا كان شعار هذه الدورة “القراءة للصغار”.
فى الدورة الـ 27 للمعرض كشف حاكم الشارقة عن مبادرة “ثقافة بلا حدود “ لتتوالى المبادرات، وأصبحت من ثوابت المعرض، وكذلك الجوائز مثل جائزة معرض الشارقة، لأفضل كاتب وأفضل كتاب، كما بدأ المعرض يهتم بتقليد جديد وهو اختيار شخصية ثقافية مؤثرة فى الثقافة العربية ليتم تكريمها شخصية العام.
عام 2014، كان محطة فارقة فى تاريخ المعرض نظرا لتزامنه مع احتفالات الشارقة عاصمة «الثقافة الإسلامية «التى جعلت اسم الإمارة مرتبطا بالثقافة على الدوام.
كما شكل إعلان حاكم الشارقة عن دعمه لشراء الكتب من دور النشر المشاركة فى الدورة الـ 34 بقيمة 4 ملايين درهم لدعم صناعة استثمار الكتاب فى التنمية الفكرية والبشرية للأفراد، تحفيزا جديدا لدعم الناشرين والكتاب فى الوطن العربى، وقد رفع المعرض منذ بداياته العديد من الشعارات كان شعار الدورة الأولى القراءة للجميع “ كما رفع شعار” اقرأ أنت فى الشارقة” و”فى حب الكلمة المقروءة”.
الدورة الـ 35 من المعرض، التى كانت تحت شعار «اقرأ أكثر» شهدت توقيع حاكم الشارقة النسخة الأولى من كتابه “صراع القوى والتجارة فى الخليج”، الصادر عن منشورات القاسمى، الذى يعد مصدرا للباحثين عن تاريخ الأسر الحاكمة على ضفتى الخليج والاقتصاد والتجارة فى الخليج.
فى هذه الفترة الممتدة لنحو 200 عام، يروى قصة الصراعات بين القوى والنزاعات المحلية ويدور حول شئون شركات الهند الشرقية الأوروبية، ووقتها أعلن صاحب السمو أن ريع الكتاب، سيذهب لدعم مؤسسة القلب الكبير المؤسسة الإنسانية العالمية المعنية بمساعدة اللاجئين، التى أطلقتها قرينته الشيخة جواهر القاسمى تزامنا مع اليوم العالمى للاجئين.
ونظرا لاهتمام حاكم الشارقة بدعم الكتاب وصناعة النشر عام 2017 شهد معرض كتاب الشارقة، احتفاء كبيرا بانطلاق مدينة النشر، وتعتبر المنطقة الحرة الأولى من نوعها فى العالم المختصة بخدمة النشر والطباعة، حيث إنها تقع فى موقع إستراتيجى متميز لسهولة الوصول للأسواق فى القارتين الإفريقية والآسيوية، حيث يهتم صاحب السمو بالاستثمار فى القطاعات الثقافية والتعليمية، ما يجعل مدينة الشارقة للنشر قناة للاستثمار الثقافى والمعرفى، حيث تتماشى أهداف المدينة مع رؤية هيئة الشارقة للكتاب ورسالتها المتمثلة فى تعزيز الاستثمار فى قطاع النشر والطباعة على المستويين المحلى والعالمى.
المصدر: بوابة الأهرام