تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
محمد فرحات.. خطاب كنفاني وتمثلاته في الوعي الفلسطيني

ينظر النقّاد إلى تجربة غسّان كنفاني باعتبارها تأسيساً لرؤية راديكالية في تبنيه الأدب الملتزم، من خلال تأكيده على رفض الهيمنة الغربية ووصاية الأنظمة العربية على قضية التحرّر الوطني الفلسطينيين، وعلى التزامه بقضايا مجتمعه والانتماء إلى طبقته العاملة التي تحمي المقاومة.

في مقاربة جديدة لإرث الروائي الفلسطيني (1936 - 1972) وتمثلاته في الوعي والثقافة، صدر حديثاً عن "دار عائدون للنشر" في عمّان كتاب "كمين غسان كنفاني: كيف تعقب النص تاريخه وأدركه" لأستاذ علم الاجتماع والباحث محمد نعيم فرحات.

يشير الناقد فيصل دراج، في تقديم الكتاب، إلى أن أحد الأسباب التي تحرّض على قراءة مثل هذه الدراسات يكمن في "احتفائها بالذاكرة الوطنية الثقافية، التي توحّد بين زمن مغترب مضى، لا يزال يعزز نفسه باستمراره، ومستقبل منشود يظلّ قيد الإمكان بالقوة مهما كان الطريق إليه شاقاً. فلا وجود لأدب فلسطيني يُقرأ لذاته، فقد منع عنا اغترابنا هذا الترف، ولا معنى لقراءة فلسطينية تتوصل 'لذة النص'، بلغة مستريحة.

الصورة

غلاف الكتاب

ويضيف: "أيقظ فرحات في قارئه أرواح غسان كنفاني، الأديب، المثقف الأكثر تكاملاً ومأسوية في تاريخ الأدب الفلسطيني، حيث الفلسطيني المقاتل "إنسان يسير إلى موته"، طالما أن المتمرد الأصلي يختار نهايته بعد أن فاته اختيار ميلاده. ومع أن أدباء فلسطينيين يتصدرهم إبراهيم طوقان، وجبرا إبراهيم جبرا، وسميح القاسم، وسميرة عزام وغيرهم، اجتهدوا في رسم المأساة وغربة الخسران، إلا أن غسان ذهب نحو الأفق الأعلى في تمرّده الشامل الذي قصّر المسافة بين الطليعيتين: الأدبية والسياسية. هنا لا غرابة أن يكون في كلمات فرحات، وهو يستعيد غسان ظلال فرانز فانون و'المعذبون في الأرض'، وأصداء ناجي العلي الذي اعتقد أن الحقيقة تظلّ واقفة ولا تموت".

أما المؤلّف فيرى أن دراسته تناولت خطاب غسان كنفاني بصفته أحد الخطابات الأساسية التي صعدت من ثنايا الوضع الفلسطيني الملتهب بفعل ما سماه الفلسطينيون بالنكبة المرتبة عن إنشاء دولة "إسرائيل" على إنقاذ الجماعة الفلسطينية عام 1948. لقد كانت النكبة حدثاً سوسيو - تاريخياً شاملاً مسّ الواقع والتصورات على نحو مزلزل، وتحوّل الفلسطينيون بفعلها إلى عهن منفوش بالمعنى الزمني للكلمة.

وتعقّب الكتاب هدفه من زاوية بنية الوعي، كما بناها نصّ كنفاني في علاقته مع التاريخ الذي صدرت عنه من جهة، وبنية الوعي التي كانت تتحكم في الواقع ومتطلباته من جهة أخرى، وكانت حريصة على تتبع التحولات الحاصلة في هذا السياق/ نصياً وتاريخياً.

ينقسم الكتاب إلى أربعة أقسام، هي: في علاقة الأدب- كنصّ بالعالم: معضلة أم معنى أم جدلية، والحالة والسياق: صعود اللغة لمجابهة الواقع، وكيف تعقّب النص تاريخه وأدركه، ووعي الخطاب.

 

 

 

المصدر: العربي الجديد

26 نوفمبر, 2021 12:57:29 مساء
0