تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
راشد عيسى الناقد عماد الضمور كتاب جديد يتأمل تجليّات فن السيرة الذاتيّة في أدب

صدر حديثا كتاب جديد للدكتور عماد الضمور، بعنوان «راشد عيسى وثلاثيّة السيرة الأدبيّة/ التجليّات والأساليب»، وذلك ضمن إصدارات وزارة الثقافة.


يقع الكتاب في مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة، تناول الفصل الأوّل كتاب راشد عيسى المعنون بـ»مرايا الهويّة الشعريّة في رشدونيوس» الصادر عام 2018م الذي جاء رصداً لشهادته الإبداعيّة حول الشعر بلغة الشعر الجليلة، وعوالمها المدهشة واحتضاناتها الدافئة، حيث يضعنا أمام جاذبية الشهادة الإبداعية للشاعر، وموقفه من الشعر، وتجلياته الوجدانية، وعوالمه الخفيّة، وروحه القلقة المقلقة.


أمّا الفصل الثاني، فجاء بعنوان «فضاءات السرد الشعريّ في حفيد الجنّ»، وهو دراسة تطبيقية لتجليات فن السيرة الذاتية في ديوان « حفيد الجن» الصادر عام 2005 م عن إتّحاد الكتّاب العرب، وأعادت وزارة الثقافة الأردنية نشره عام 2012م، إذ يميل الشاعر إلى الإفضاء بمشاعره، والبوح بذكرياته، ممّا جعله يجمع بين متطلبات فني السيرة الذاتية، والشعر؛ فهو من ناحية يعمد إلى البناء الدرامي، والانطلاق من ضمير المتكلم، وتقديم حقائق واقعية من حياة السارد، تعتمد على الذاكرة، وتستدعي الموروث الشعبي، لكنه من ناحية أخرى، يخضع لضرورة الشعر الإيقاعية، ونزوعه إلى الصور الفنية، ممّا أوجد متّسعاً في السرد، ومتعة في التلقي.


أمّا الفصل الثالث؛ فجاء بعنوان «جدل السيرة والرواية في مفتاح الباب المخلوع» وهو دراسة تطبيقية لفضاءات السيرة الذاتية من خلال رواية راشد عيسى» مفتاح الباب المخلوع» الصادرة عام 2010م، إذ جسّدت الرواية سرداً أليماً لتفاصيل أخرى من حياة الكاتب أكثر دقة وأشد ألماً؛ لما يُتيحه الفن الروائي من حرية في البوح، وجرأة في السرد، وتكثيف للمشاهد، حيث جاءت رواية» مفتاح الباب المخلوع» رواية سير ذاتيّة بإمتياز ؛ لما تكشفه من تفاصيل لمحطات مهمة من حياة الكاتب، الذي تحصّن بفن الرواية للسرد والانتشاء بوقائع مهمة، ومدهشة من حياته، أراد البوح بها من خلال فن الرواية، وتقنياتها المختلفة.


ويتناول الكتاب بحسب ما جاء في مقدمة المؤلف، تجليّات فن السيرة الذاتيّة في أدب الشاعر راشد عيسى الذي استطاع بذكاء فطريّ، ودقة لغويّة، وبراعة مشهديّة سرد تفاصيل مدهشة من حياته الممتدة بالعطاء، والمليئة بقصص الأمل، وحكايا الضياع. لذلك جاءت هذا الكتاب مقاربة جماليّة لما كتبه راشد عيسى من سيرة ذاتيّة تتيح من جانب الغوص في تجربته الشعوريّة وآفاقها الإبداعية، ومدى تفاعلها مع الحياة برؤى مستقبليّة، فضلاً عمّا يُتيحه الكتاب من تعميق تجربة المتلقي بعالم راشد عيسى الإبداعيّ. لعلّ أهم ما يُميّز ما كتبه راشد عيسى في مجال فن السيرة الذاتية، أنّه كشف هويته الشعريّة من خلال تجليات السيرة الذاتية التي نسجها أيضاً من خلال فن الرواية ، فضلاً عن بوحه الشفيف، وسرده لسيرته الذاتيّة شعراً، وهذا ما لم يُتح لمبدع عربي ـ في حدود تقديري ـ وهو كتابة سيرته الذاتية شعراً ونثراً ورؤى نقديّة ذات تشكلات وجدانيّة.


وخلص مؤلف الكتاب إلى أن راشد عيسى حقق في ثلاثيته: «رشدونيوس» و»حفيد الجن» و»مفتاح الباب المخلوع، فرادة إبداعية في أنه كتب سيرته الذاتية بصورة إبداعية مغايرة لما ألفناه عند غيره من المبدعين، فبدلاً من كتابة سيرة ذاتية بنسقها الفني المعروف، وقالبها الفكري المألوف، نجده قد أبدع ثلاثيّة نصيّة كاشفة لطبيعة نفسه المشرقة إبداعاً، وروحه المحلّقة في عالم الرؤى، والمجاز اللغوي بعيداً عن تهويمات الواقع أو إخفاقات الحياة.

 

 

 

 

المصدر: الدستور 

15 ديسمبر, 2021 10:36:58 صباحا
0