حديث يأتي على الناس سنوات خداعات
روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (ستَأتي على الناسِ سُنونٌ خَدَّاعَةٌ يُصَدَّقُ فيها الكاذِبُ ويُكَذَّبُ فيها الصادِقُ ويؤتَمَنُ فيها الخائِنُ ويُخَوَّنُ فيها الأمينُ ويَنطِقُ فيها الرُّوَيبِضَةُ قيل وما الرُّوَيبِضَةُ قال السَّفِيهُ يتكَلَّمُ في أمرِ العامَّةِ)، وفي الحديث علامةٌ من علامات السَّاعة، وهي انقلاب الموازين.
ويُشير الحديث إلى ما سيحدث قبل قيام السَّاعة من اختلال الموازين التي يُقوَّم بها النَّاس، فيصير الكاذب مصدَّقاً عند النَّاس، ويُكذَّب الصَّادق، ويؤتَمن الخائن، ويخوَّن الأمين، ويصبح القرار والأمر والشُّورى لجهلة القوم دون علمائهم.
سمات السَّنوات الخدَّاعات
يُقصد بالخِداع الذي اتَّصفت به السَّنوات في الحديث النبوي؛ بأنَّها سنواتُ مكرٍ وحيلةٍ، والحقيقة أنَّ هذه الصِّفات تُنسب إلى النَّاس الذين يعيشون في هذه السَّنوات، فليست السَّنوات خدَّاعات بذاتها وإنَّما النَّاس في تلك الفترة الزمنيَّة، وقد جاءت كلمة خدَّاعات بالتَّشديد لغاية المبالغة، وقال السيوطي إنَّ الخدَّاعات هي السَّنوات كثيرة المطر قليلة النَّبات، وقيل إنَّها قليلة المطر، وذلك أنَّ الريق يخدع حين يجفُّ.