تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
البيت العربي الثقافي يقيم «مهرجان الخنساء في شعر الرثاء» بمشاركة كوكبة من الشعراء

«مهرجان الخنساء في شعر الرثاء» هو عنوان التظاهرة الشعرية التي أقامها منتدى البيت العربي الثقافي مساء الأحد الماضي، حيث اعتلى منصة الإبداع ثلة من الشعراء المبدعين، استجابة للدعوة التي تم توجيهها لهم للمشاركة في هذا المهرجان بقصائد تختص بغرض الرثاء، وهؤلاء الشعراء هم: الشاعر محمد سمحان، والشاعر الإعلامي محمد نصيف، والشاعر محمد خضير، والشاعر علي السيد، والشاعر حسين الترك، والشاعرة مريم الصيفي، والشاعرة أميمة يوسف، والشاعر شفيق العطاونة.

وعلى الرغم من قسوة الأحوال الجوية السائدة في البلاد هذه الأيام، فقد توجه الكثير من الشعراء والمثقفين والجمهور الذواق لحضور الفعالية. شارك الشعراء جمهورهم النخبوي أشجانهم وأحزانهم على أحبائهم.. أولئك الراحلين الذين مذ ضمخوهم بطيب الكافور وتسلمتهم منا يد الغياب بيضا كهيئة الملائكة.. ورائحتهم عالقة في طيات أيامنا ، نعطر بها حاضرنا..

واستهل الشاعر محمد سمحان المهرجان بقصيدة له في رثاء ولده إياد قال فيها:

«كالشَّمْسِ إذْ طَوَتْ النَّهَـارَ أفُولا

فَهَــوَتْ وَمـــا أبْقَـــتْ لَدَيْــهِ فُلُــولا

وَذَوَتْ وراءَ الأفْقِ تَسْحَبُ ذَيْلَهَا

وَتَرَنَّــحَتْ عِنْـــدَ الْغُرُوبِ ذُبُـــولا

فَمَشى الظَّـلامُ إلى الْعُيـــُونِ كأنَّه

لَيْـــلٌ تغشّــى أنْفُسَـــاً وَعُقُـــــولا

لَمَّــا نُعِيــتَ إلَيَّ غَـادَرَنِي النُّــهَى

فَغَدَوْتُ عنْ سُنَنِ الوُجُـودِ جَهُولا

أبْكِيــكَ أمْ أبْكِــي الْحَيَـــاةَ وقَــد غَــدَتْ

مُنْذُ ارْتَحَلْتَ خَرَائِبَــاً وَطُــلُولا».

وألقى الشاعر العراقي محمد نصيف على الحضور قصيدة بعنوان (الفارس الأبهى) رثى فيها الرئيس الراحل صدام حسين قائلا:

«يا مَنْ فراقُكَ أدمى عاشقيكَ أسى

عليكَ حتى ترابُ الأرضِ ينتحبُ

شوقاً يذوبونَ والذكرى تحاصرُهُمْ

سَكْبَ السحابِ دموعُ الناسِ تنسكبُ

حتى النخيلُ انحنتْ أجذاعُها حَزَناً

يغفو سقيماً على أعذاقِها الرُطَبُ

والرافدانِ يغطّي الحزنُ موجَهما

يكادُ ماؤهما يُذكى بهِ لهبُ».

أما الشاعر حسين الترك فقد رثى والده بقصيدة هيجت دموع الحاضرين قائلا:

«فأبي أنا والنزف يقطر من وريد

والجرح زاد وبات يطمع في المزيد

فأبي أراك بكل شيء أنت وحي للنشيد

هل يذكر التاريخ أنك في لهيب الموت..

ميزت عطري من بعيد؟

قد كنت وحدك من يرى ما لا أرى

ويعيد نبضي من جديد

قد كنت وحدك صادقا والناس تجهل ما أريد».

وكذلك رثى الشاعر محمد خضير أباه بهذه الأبيات:

«مضى لا شيء في يسراه يرجى

وفي يمناه يبتسم الكتابُ

وقفت بقبره أنعي وأبكي

على وجهٍ تغمّده الترابُ

ولولا أنّ دمعًا فاض مني

لصاح القبر: أمطرني السحابُ

فقلت: الآن تعذرني، وننسى

بأن الموت يكمله الغيابُ»

وقد بكت الشاعرة أميمة يوسف رفيق عمرها الذي غيبه الموت قائلة:

«سوط الحياة لوى قلبي لتجلدني

عقارب الوجد حتى فاض ما فيه

وتنزف الساعةُ الخنساءُ لهفتَها

على الوسائد مذ غامت لياليه

أبكي،، فتُسقِطُ روحي جمرَها كِسَفًا

وينزفُ العمرُ عُمرًا كان يحييه

يلوّعُ القلبَ ما أحياه من ألمٍ

يؤخّرُ الشمسَ عن صحوٍ ويقصيه

الموتُ ما الموتُ إلا نزفُ أوردةٍ

أنفاسُها تخنق الباكي وتدميه».

وفي رثاء الشاعرة الراحلة شهلا الكيالي تقول الشاعرة مريم الصيفي:

«هنيئا رفيقة روحي

فها أنت تمضين للحقِّ

مرضيَّةً راضية

وجناتُ عدنٍ تُفَتِّحُ أبوابها

وقنديلك المطمئنُّ

يودعُ زيت حياة الزوال

ويبقى مضيئا

بما فعلتهُ يداكِ

بما رسمتهُ خطاكِ..».

أما الشاعر علي السيد فقد قال في رثاء خاله:

«يا غُرْبَةَ الروح تسري فيّ أمْشَاجا

والصوتُ يَعلو مِنَ الأشجَانِ أنْشَاجا

تَمَزَّق القلب إذ أبصرتُ فيك دمي

وضاق فيّ المدى بحراً وقد ماجا

أرى يقينك والأحداق ناظرةٌ

فيها المهابةُ تُسبى منك أفواجا

نزفٌ من الروح في حزني يشاطرني

يامن لفقدِكَ هذا القلب قد هاجا».

وفي رثاء أخيه، قال الشاعر شفيق العطاونة:

«قُمْ يا أخي؛ فاللّيلُ طال به المَدى

وسحابةٌ ثَكلَى يتيهُ بها الدّليلْ

مُذ حام فوق شراعنا موجُ الرّدى

لا صمتَ يوجعُنا ولا حتّى العويلْ

قد كنتُ آمَلُ عند طارقة النّوى

أنْ كنتَ أنت منعّما وأنا القتيلْ

يا أيها القلبُ المسجّى بالثّرى

هل فارق السّيف الرّدينيّ الصّليلْ!».

وفي الختام كرم المهندس صالح الجعافرة رئيس منتدى البيت العربي الثقافي ترافقه مديرة البرامج الثقافية الأستاذة ميرنا حتقوة ورئيس منتدى القيصر الأديب رائد العمري الشعراء المشاركين وسط تصفيق الجمهور النخبوي من الشعراء والمثقفين.

يذكر أن المهرجان فكرة وإدارة الإعلامي عضو الهيئة الإدارية الأستاذ محمود الداوود وتنسيق الشاعرة أميمة يوسف رئيسة اللجنة الثقافية.

 

 

 

المصدر: الدستور

18 يناير, 2022 10:40:48 صباحا
0