تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
في فلسطين… المهرجانات ثقافة

زخر عام 2016 بمهرجانات فلسطينيّة متنوّعة فنّيًّا، بين الرقص والموسيقى والسينما والمسرح والغناء والفنون البصريّة والأدب والتراث، وممتدّة جغرافيًّا لتشملالقدس وغزّة والضفّة الغربيّة وأراضي 48 والشتات، وكذلك مكتملة هدفًا بين نشر فرح وتعزيز صمود، وإيصال صوت الشعب إلى العالم، وحفاظ على الهويّة والبقاء.

يهدف هذا التقرير إلى تسليط الضوء على بعض المهرجانات الفلسطينيّة المركزيّة التي نُظّمت عام 2016، لتكون عيّنة يمكن من خلالها الوقوف على مجالات  اهتمامها، ومضامينها، وشكل تنظيمها، وأهمّ المؤسّسات القائمة عليها، والتحدّيات التي تواجهها.

مهرجانات سينمائيّة

السجّادة الحمراء لأفلام حقوق الإنسان

ثلاثة مهرجانات سينمائيّة بارزة، ليست حصرًا، في فلسطين التاريخيّة والشتات، استطاعت أن تنقل أفلامًا فلسطينيّة إلى العالم، وتقدّم أفلامًا فلسطينيّة وعربيّة وعالميّة للمجتمع الفلسطينيّ، في وقت تعاني فيه دور السينما الفلسطينيّة من إغلاق وهدم وشحّ موارد. ففي شهر أيّار من عام 2016، افتُتِحَت الدورة الثانية من ‘مهرجان السجّادة الحمراء لأفلام حقوق الإنسان‘ في قطاع غزّة، تحت شعار ‘بدنا نتنفّس‘، وهو المهرجان الذي كانت أولى دوراته عام 2014 في حيّ الشجاعيّةالذي تعرّض للتدمير الشامل أثناء الحرب الأخيرة التي شنّتها إسرائيل على القطاع، وينطلق بالتزامن مع مهرجان ‘كان‘ السينمائيّ. شهد المهرجان عرض 12 فيلمًا روائيًّا، و17 فيلمًا وثائقيًّا، و30 فيلمًا قصيرًا، بين روائيّ ووثائقيّ، بالإضافة إلى 7 أفلام رسوم متحرّكة من جميع أنحاء العالم. وقد جاء افتتاح المهرجان بفيلم ‘يا طير الطاير‘ لهاني أبو أسعد، والذي يتناول حياة الفنّان محمّد عسّاف، بالإضافة إلى عرض لأفلام مثل ‘عالم ليس لنا‘ لمهدي فليفل، والفيلم الأردنيّ ‘ذيب‘ لناجي أبو نوار، وفيلم ‘3000 ليلة‘ لميّ المصري، والفيلم اللبنانيّ ‘سايبة‘، والعديد من الأفلام التي رُشّحت لجوائز عالميّة في ‘الأوسكار‘ و’كان‘، وغيرها من المهرجانات العربيّة والدوليّة.

ومن العقبات التي واجهت إدارة المهرجان، عدم موافقة حكومة حماس على تنظيم فعاليّات المهرجان فيمنطقة ميناء غزّة (مرسى الصيادين)، والسماح بتنظيمه في قاعة مغلقة، هي قاعة ‘مركز رشاد الشوّا الثقافيّ’. بالإضافة إلى فرض إدارة المهرجان رقابة ذاتيّة على محتويات الأفلام، إذ عُرِضَت الأفلام المشاركة على وزارة الثقافة التابعة لحكومة حماس، وأُزيلت منها بعض المشاهد التي قد تُعَدّ ‘مثيرة’! يُذكر أنّ ‘مهرجان السجّادة الحمراء لأفلام حقوق الإنسان’ حصل على العضويّة الكاملةفي الشبكة العالميّة لمهرجانات أفلام حقوق الإنسان (H.R.F.N)، التي تتّخذ من مدينة أمستردام في هولندا مقرًّا لها، الأمر الذي يعني تمثيل دولة فلسطين عضوًا كاملًا، أسوة بباقي أعضاء الشبكة من مختلف أنحاء العالم.

أيّام سينمائيّة

أمّا ‘مهرجان أيّام سينمائيّة‘، الذي ينظّمه ‘فيلم لاب: فلسطين‘، وفي دورته الثالثة عام 2016، فقد عرض أكثر من 80 فيلـمًا دوليًّا وعربيًّا ومحلّيًّا، من أكثر من 30 دولة، وذلك في خمس مدن فلسطينيّة، هي القدس ورام الله وجنين وبيت لحم وغزّة، إلى جانب تنظيم عدد من ورشات العمل على هامش المهرجان، استهدفتالمخرجين والمهتمّين بصناعة السينما، بمشاركة عدد كبير من السينمائيّين الفلسطينيّين والأجانب، من بينهم ضيف الشرف لهذا العام، المخرج الفلسطينيّ المقيم في بلجيكا ميشيل خليفي.

ما ميّز المهرجان في دورته الثالثة، عرضه مجموعة من الأفلام التوثيقيّة عن الثورة الفلسطينيّة، صوّرهامخرجون ألمان، في إطار برنامج ‘وهج الذاكرة‘ الذي يستحضر التعاون بين منظّمة التحرير وصنّاع أفلام من جمهوريّة ألمانيا الاتّحاديّة (ألمانيا الشرقيّة)، وقد قُدّمَتْ أفلام وموادّ صوريّة التُقِطَتْ في لبنان وفلسطين بين الأعوام 1977 و198888.

كما استحدث ‘أيّام سينمائيّة’ في هذه الدورة، ‘مسابقة طائر الشمس‘ لأفضل الأفلام المشاركة عن فئتي الفيلم الروائيّ القصير والفيلم الوثائقيّ الطويل، في أوّل مسابقة أفلام سينمائيّة في فلسطين، وفاز الفيلم ‘ازرقاقلراما مرعي، عن فئة الفيلم الروائيّ القصير، وفاز فيلم ‘إسعاف‘ للمخرج محمّد جبالي عن فئة الفيلم الوثائقيّ الطويل.كما حقّقت ‘أيّام سينمائيّة’ في هذه الدورة، توقيعًا لاتّفاقيّة تعاون بين ‘فيلم لاب: فلسطين‘ و’صندوق ميديانبورد‘ الألمانيّ، لتوفير إقامات فنّيّة لصنّاع الأفلام الفلسطينيّين المحترفين في برلين. وعلى الرغم من الانتقادات التي تعرّضت لها ‘أيّام سينمائيّة’ في هذه الدورة، والمتعلّقة في معظمها بالأمور التقنيّة من صوت وصورة وإضاءة وغيرها، إلّا أنّ هذا يضعنا أمام التساؤل الأهمّ، حول مدى جاهزيّة المؤسّسات الفلسطينيّة، ببنيتها التحتيّة، لاستقبال الأنشطة والفعاليّات الفنّيّة، في ظلّ نشاط وفعاليّة الأفراد والمؤسّسات الأهليّة، وطموحها لتحقيق الكثير على أرض الواقع.

السينما الفلسطينيّة في باريس

أمّا ‘مهرجان السينما الفلسطينيّة في باريس‘، والذي شهد عام 2016 دورته الثانية، فهو من تنظيم ‘جمعيّة مهرجان الفيلم الفلسطينيّ‘ المكّونة من متطوّعين، وتحصل على تمويلها من خلال منصّات التمويل الجماعيّ(Crowdfunding)، وهو ليس المهرجان السينمائيّ الفلسطينيّ الوحيد في الشتات، إذ تنظّم مهرجانات مشابهة في الكثير من العواصم الأوروبيّة والعالميّة.

يهدف المهرجان إلى التعريف بالسينما الفلسطينيّة في فرنسا بخاصّة، وأوروبّا بعامّة، وتعزيز حضورها العالميّ بصفتها تحمل رسالة إنسانيّة وثقافيّة سامية، ولها دور محوريّ في التعريف بالثقافة والحضارة الفلسطينيّتين. كما أنّها تحمل بعدًا سياسيًّا، من خلال التعريف بالقضيّة الفلسطينيّة فنّيًّا وثقافيًّا، قضيّة شعب توّاق إلى الحرّيّة. عرض المهرجان عام 2016 ما يزيد عن ثلاثين فيلمًا فلسطينيًّا، قديمًا وجديدًا، تنوّعت بين أفلام روائيّة قصيرة وطويلة وأفلام وثائقيّة.

ركّزت عروض المهرجان في دورته الثانية على 3 محاور رئيسيّة، هي الأرشيف والذاكرة، ورؤية أخرى لفلسطين من خلال عرض أفلام أخرجها سينمائيّون غير فلسطينيّين، وكذلك استعراض مجموعة من أفلام ميشيل خليفي. وما ميّز المهرجان أيضًا، استضافته للمخرج البريطانيّ كين لوتش، أحد راعي المهرجان، الفائزبالسعفة الذهبيّة من ‘مهرجان كان السينمائيّ‘، وقد حضر المهرجان مباشرة بعد عودته من الدورة التاسعة والستّين من ‘كان‘، داعيًا في حفل الافتتاح إلى مقاطعة إسرائيل، دعمًا لحقوق الشعب الفلسطينيّ.

مهرجانات مسرحيّة وأدائيّة

يلّا نغيّر هالعدسة

عكست عناوين بعض المهرجانات الفلسطينيّة عام 2016، حلم الشباب بالتغيير والرغبة في التعبير عن ذواتهم وإيصال صوتهم إلى العالم، فتحتَ عنوان ‘يلّا نغيّر هالعدسة‘، جاء ‘مهرجان عشتار الدوليّ لمسرح الشباب‘ فيدورته الثالثة، والذي ينظّمه ‘مسرح عشتار‘ كلّ عامين، كما حمل ‘مهرجان رام الله للرقص المعاصر‘ عنوان ‘رقصتنا… قصّتنا‘، في إشارة واضحة إلى استخدام الفنّ وسيلةً للتعبير عن الذات والنضال والتحرّر.

يقدّم ‘مهرجان عشتار‘ للجمهور الفلسطينيّ وجوهًا جديدة من الشباب، طلبة المسارح الفلسطينيّة، مثل ‘مسرح الحرّيّة‘ في جنين، و’الحارة‘ في بيت جالا، و’أكاديميّة الدراما‘ و’مسرح عشتار‘ في رام الله.

في الافتتاح، عرض طلبة ‘مسرح عشتار‘ مسرحيّة ‘المهرّج‘ للكاتب والشاعر السوريّ الراحل محمّد الماغوط، وأخرجها محمّد عيد. وشهدت أيّام المهرجان عروضًا مسرحيّة فلسطينيّة منها ‘الطريقة المضمونة للتخلّص من البقع‘، من إنتاج ‘مسرح الحارة‘، و’نهب الفردوس‘ من إنتاج مسرحي ‘الحارة‘ و’عشتار‘، وكذلك ‘يلّا نغّير هالعدسة‘، وهو نتاج عمل الورش على هامش المهرجان، وضمّ المشاركين كافّة. بالإضافة إلى عروض أجنبيّة، منها مسرحيّة ‘نزهة في وجودنا‘ من إنتاج ‘المسرح البديل’ من بلجيكا، و’الوقت الضائع‘ من إنتاج ‘مجموعة مسرح المضطّهدين‘ من اليونان. ومن المؤسّف ذكره، أنّ ‘مسرح عشتار’ القائم على المهرجان، وبسببالضائقة الماليّة التي يعاني منها، استغنى خلال عام 2016 عن كامل موظّفيه البالغ عددهم 11 موظّفًا، بعد عمل دام 255 عامًا، وسيبقى عمله مستمرًّا، فقط في حال  توفّر المشاريع.

رام الله للرقص المعاصر

وفي مدن القدس، ورام الله، والبيرة، وبيت لحم، وأريحا، وبيرزيت، نظّم ‘مهرجان رام الله للرقص المعاصر‘، والذي تقوم عليه ‘سريّة رام الله الأولى‘، عروضه لعام 2016 بمشاركة 24 فرقة، منها 8 فرق فلسطينيّة، و6 فرق عربيّة، و10 فرق أجنبيّة، إضافة إلى مشاركة راقصين فلسطينيّين في عروض فرق أجنبيّة.

يهدف المهرجان الذي تأسّس عام 2006، إلى تطوير قدرات العاملين في مجال الرقص في فلسطين، من خلال إطلاعهم على التجارب العربيّة والدوليّة، وتبادل الخبرات معهم، والدخول في إنتاج وأداء مشترك.

تناولت العروض الفلسطينيّة المقدّمة قضايا سياسيّة وأخرى اجتماعيّة، تركّز على الصراع الداخليّ للإنسان وصراعه مع المجتمع، إضافة إلى محاولات لإعادة اكتشاف الفنون بصفتها وسائل تعبيريّة قادرة على إيصال قضايانا بعيدًا عن الكلاشيهات. ومن جملة العروض الفلسطينيّة في فعاليّات المهرجان، عرض ‘المفقود والموجود في الترجمة: قصيدة‘ للثنائيّ الفنّيّ كرينال/ منصور (هيلينا كرينال وسنان منصور)، وهو عرض يُترجم قصائد للشاعر محمود درويش إلى إشارات. وكذلك العرض التركيبيّ ‘خلايا التعليم المخالف‘ لفرح صالح، والذي يتناول إيماءات العصيان المدنيّ في الانتفاضة الأولى. كما قدّمت الراقصة شادن أبو العسل والفنّانة منار زعبي، عرضًا بعنوان ‘على حافّة الأبيض‘، وهو يجمع بين الرقص والفنّ التشكيليّ، ويكتشف الحدود بينهما. وكان افتتاح المهرجان بعرض فرقة ‘شطحة‘ التونسيّة الفرنسيّة، بعرضها ‘ملّا ربيع‘ (يا له من ربيع)، وهو عرض يتناول موضوع الثورات العربيّة.

لم يقتصر المهرجان على عروض الرقص، بل شمل، أيضًا، تنظيمًا لـ ‘مؤتمر الرقص والمجتمع‘، بحضور متحدّثين فلسطينيّين وعرب وأجانب، والذي طرح موضوعين رئيسيّين، هما علاقة الفنّ بالمجتمع ودوره في التغيير الاجتماعيّ، والموضوع الأكثر جدلًا، التطبيع الثقافيّ. كما شمل، أيضًا، دورات وورش تدريبيّة هدفت إلى تطوير قدرات الراقصين وتبادل الخبرات مع نظرائهم من العالم.

مهرجانات موسيقيّة

ليالي الطرب في قدس العرب

على الرغم من انتباه المؤسّسات الفلسطينيّة إلى ضرورة توزيع فعاليّاتها على المناطق الفلسطينيّة المختلفة، إلّا أنّ ثمّة مهرجانات اقتصر أو تركّز تنظيمها علىالعاصمة القدس، أو قطاع غزّة. فبتنظيم من ‘المعهد الوطنيّ للموسيقى‘، جاء مهرجان ‘ليالي الطرب في قدس العرب‘ الذي يركّز على تعزيز تذوّق الموسيقى العربيّة والشرقيّة، مع اهتمام خاصّ بالطرب والغناء الكلاسيكيّ العربيّ، ويهدف إلى تعزيز الحراك الثقافيّ في مدينةالقدس، وإتاحة الفرصة للمجتمع المقدسيّ الاستماع للموسيقى العربيّة. ضمّ برنامج المهرجان عام 20166 عرضًا لـ ‘فرقة سراج‘ من ترشيحا، و’فرقة بنات القدس‘، و’فرقة غزّة للموسيقى العربيّة‘ في غزّة، إضافة إلى عروضلسناء موسى ورولا عازر وميشيل روحانا.

وبتنظيم من ‘المعهد الوطنيّ للموسيقى‘ أيضًا، جاء ‘مهرجان البحر والحرّيّة‘، الذي انطلق عام 2015. يهدف المهرجان إلى  تمكين الفلسطينيّين في غزّة، لا سيّما فئة الشباب، من المساهمة في الحياة الثقافيّة والإنتاج الفنّيّ، وتحقيق احتياجاتهم وحقوقهم الثقافيّة. شارك في عروض عام 2016، 14 فرقة من قطاع غزّة ومنطلبة وأساتذة المعهد، تنوّعت بين فرق موسيقيّة، وغنائيّة، وابتهالات دينيّة، ودبكة، وكورال لمجموعات من طلبة المعهد؛ ومن الفرق المشاركة ‘أوركسترا غزّة‘ و’فرقة كورال أطفال مركز القطّان‘ و’فرقة فري ران غزّة‘، في عرض ‘باركور‘، و’فريق العنقاء‘ في عرض دبكة’ و’فريق نيسان الموسيقيّ‘، و’جوقة غزّة للشباب‘، و’فريق ترتيم‘، في عرض إيقاع جماعيّ، وفرقة ‘خطأ مطبعيّ‘ وفرقة ‘دواوين‘ و’أوتار شرقيّة‘، إضافة إلى تقديمابتهالات ومديح نبويّ أدّاها عبد المجيد عريقات.

مهرجانات فنونٍ بصريّة

محفل قلنديا الدولي

جاء ‘محفل قلنديا الدوليّ‘ في دورته الثالثة عام 2016، كاسرًا للحدود السياسيّة ومتخطّيًا للجغرافيا الفلسطينيّة، ليس فقط إلى عواصم عربيّة مثل عمّان وبيروت، بل إلى عواصم أوروبيّة أيضًا، كلندن، بشراكة جمعت 16 مؤسّسة داخل  فلسطين وخارجها. حمل المحفل هذا العام عنوان ‘هذا البحر لي‘، وقد اختير البحرلإعادة طرحفكرة اللجوء وحقّ العودة بصفته حقًّا لا يمكن إسقاطه؛ فالبحر الذي يرمز إلى التهجير واللجوء هو ذاته الذي سيحمل اللاجئين عائدًا بهم إلى أرضهم.

كما حمل المحفل عناوين فرعيّة في بعض العواصم، مثل ‘بحر من حكايات‘ في بيروت، و’أهل البحر‘ في حيفا، و’لحظات للاحتمالات: الهواء والأرض والبحر‘ فيلندن، وشملت فعاليّاته العديد من المعارض لإنتاجات بصريّة جديدة ومتنوّعة، بالإضافة إلى عروض أفلام ومحاضرات وحلقات نقاش وجولات ميدانيّة وإطلاق كتب، وذلك في مؤسّسات مثل ‘دارة الفنون – مؤسّسة عبد الحميد شومان‘ في عمّان، و’جمعيّة الثقافة العربيّة‘ في حيفا، و’دار النمر للثقافة والفنون‘ في بيروت، ومجموعتي ‘التقاء‘ و’شبابيك للفنّ المعاصر‘ فيغزّة، و’حوش الفنّ الفلسطينيّ‘ في القدس، و’مركز خليل السكاكيني الثقافيّ‘، و’مؤسّسة عبد المحسن القطّان‘، و’بلديّة رام الله‘ وغيرها.

مهرجانات متنوّعة المجالات

صيف رام الله

استبدل ‘مهرجان وين ع رام الله‘ اسمه ليصبح ‘مهرجان صيف رام الله‘، وقد ضمّت فعاليّات المهرجان عام 2016 مشاركات فلسطينيّة متنوّعة، موسيقيّة وراقصة، من طرب وتراث مُعاد إنتاجه بطريقة معاصرة وإنتاج جديد، ورحبانيّات، وغيرها، وذلك من أراضي 48 والجولان السوريّ المحتلّ، من بينها العرض الغنائيّ ‘جبليّات‘ لـ ‘جوقة بيات للإنشاد والموسيقى‘ من معليا، و’جوقة سراج‘ في عرضها الغنائيّ ‘الحفل الإذاعيّ يا مروّح بلدك‘، وفرقة ‘ياسمين الشام‘ في عرض غنائيّ لـ ‘زياد الرحباني‘، والعرض الغنائيّ ‘يا ستّي‘ لدلال أبو آمنة وفرقتها. ومن القدس، في مشاركتين، هما العرض الموسيقيّ لفرقة ‘مزاج‘، والعرض الراقص لفرقة ‘أوف الاستعراضيّة‘. ومن رام الله جاءت مشاركات فرقة ‘يلالان‘ في عرضها الغنائيّ ‘دنجي‘، وفرقة ‘تعليلة‘ في عرضها الغنائيّ ‘لا تغمزيلي‘، والعرض الغنائيّ للفنّان الفلسطينيّ الشاب ليث أبو جودة، بالإضافة إلى العرض الموسيقيّ لفرقة ‘سينث دهب‘. ومن بيت لحم جاء العرض الغنائيّ ‘محتارة‘ لميّ مراد.

ما يميّز المهرجان في دروته عام 2016، انفتاحه على العمق العربيّ، فبعد أن كان المهرجان، ولسنوات عدّة، يركّز على استضافة الفنّانين الفلسطينيّين في الداخل والشتات، إلّا أنّ توجّهه هذا العام كان فتح الباب لاستضافات عربيّة، وتشجيع الإنتاج المشترك بين الفرق العربيّة المحترفة والشباب الفلسطينيّ وعرضها في المهرجان. وجاءت المشاركات العربيّة في عرضي مسرح شارع تفاعليّين، حمل الأوّل عنوان ‘كرنفال الشارع‘، وهو نتاج مصريّ فلسطينيّ مشترك، تقوم عليه ‘مؤسّسة المدينة للفنون الأدائيّة والرقميّة‘ في الإسكندريّة، كما جاء العرض الثاني لفرقة ‘فنّي رغمًا عنّي‘ من تونس، وحمل اسم ‘جهنة‘. وعلى هامش المهرجان، نظّم ممثّلان عن ‘مؤسّسة المدينة‘ وفرقة ‘فنّي رغمًا عنّي‘، ندوة حول ‘الفضاء العامّ ومسرح الشارع‘، تبادلا فيها تجاربهما مع الحضور من مسرحيّين وفنّانين ومهتمّين.

فلسطين الدوليّ للرقص والموسيقى

وعودة للرقص والموسيقى، جاءت الدورة السابعة عشر من ‘مهرجان فلسطين الدوليّ للرقص والموسيقى‘، عام 2016، والذي ينظّمه ‘مركز الفنّ الشعبيّ‘، تحت عنوان ‘حرّيّة التنقّل‘، وهي قضيّة أساسيّة يعانيالفلسطينيّون من صعوبة تحقيقها داخليًّا، وعلى مستوى السفر ومعيقات لمّ الشمل أو الإبعاد أو معيقات دخول العرب والنشطاء الدوليّين إلى فلسطين.

نُظّمت عروض المهرجان في دورته الـ 17 في كلّ من القدس ورام الله وجنين والخليل وغزّة، وضمّ برنامجه مشاركات متميّزة، منها مشاركة الفنّانة التونسيّة غالية بنعلي وفرقة ‘47 Soul‘، و’طرب باند‘ من السويد. ومن المشاركات المحلّيّة فرقة ‘كورال الثورة‘، التي قدّمت عملًا جديدًا حمل اسم ‘المجد للثورة‘، وهو تجميعلأغاني الثورة الفلسطينيّة منذ عام 1936، وعرض ‘طلّت‘ لـ ‘براعم الفنون‘، وعرض لفرقة ‘نقش‘، وعرض لطلّاب مدرسة الرقص في ‘مركز الفّن الشعبيّ‘ بمشاركة 430 طفلًا وطفلة. وقد منعت سلطات الاحتلال فرقة ‘إسكندريلّا‘ المصريّة من دخول الأراضي الفلسطينيّة والمشاركة في المهرجان.

05 مارس, 2017 01:53:33 مساء
0