إن التقدم الحضاري في كل جانب من جوانب الحياة في العالم خطا خطوات واسعة، فخلص الإنسان من كثير مما كان يعانيه من الإرهاق البدني والتعب والنصب.. ولكن هذا العلم لم يتمكن إلى يوم الناس هذا من أن يخلص الإنسان مما يعانيه من (التيه) و (الضياع) و (الشقاء) والأمراض النفسية التي كثر صرعاها، وازدادت زيادة مذهلة – وبخاصة في قرننا العشرين – ولقد فتش الناس عن الدواء الناجع الذي يستأصل الداء أو يقلل من صرعاه على أقل تقدير فلم يجدوه، على الرغم من التقدم الحضاري الذي ضرب إطنابه في كل جانب من جوانب الحياة.