دراسات في التراث الإسلامي الفكري والديني
إنّ البحث في متون النصوص والخطاب الفكري والديني التراثي يحتاج إلى مراجعة شاملة لحيثيات تكوين الخطاب والنص القديم الذي تم تشكيل وبناء متنه على وفق ظروف تاريخية واجتماعية وسياسية كانت بمثابة موجهات خارجية عملت على تشكل الرؤيا والمنهج الذي سار عليه المضمون والمحتوى، فهو يخاطب متلقيا تاريخيا يعود إلى زمن النص، وكذلك يخاطب متلقيا عصريا ذو سيرورة تاريخية تعيد عملية انصهار معناه مع المعنى الثقافي والحضاري المعاصر الذي يشارك المتلقي فيه في بناء معنى جديد، فالنص له دلالته الخاصة التي تحمل معانيا تعيد انتاج الدلالات على وفق الظروف السياسية، والاجتماعية، ولما كان النص والخطاب القديم مازال له حضور في واقعنا المعاصر، ويأثر في مجريات الأحداث في الوقت الحاضر بصورة مباشرة حتى إننا نلاحظ أن هناك كثيرا من المواقف السياسية تم تشكيلها وبنائها على ضوء مفهوم النص التاريخي، ولعل الثورات البركانية المذهبية، والطائفية، والعرقية في العالم العربي، والتي سخرها أعداء الأمة لصالحهم بين الحين والأخر ما هي إلا أكبر دليل على تأثير النص التراثي على الواقع العربي الحديث، هذا ما يخص أسباب اختيار الموضوع وعنوان الكتاب، أما خطة الكتاب فإنّها قائمة على أربعة فصول: