الرؤى الفلسفية في شعر مقطعات صدر الاسلام
يُعدُ الشعرُ العربيُّ على مختلفِ عصورهِ ومراحلهِ وعاءً صالحاً تُصبُّ فيه الأفكارُ والآراءُ والفلسفات، وهو يُمثلُ الدعامةَ الأساسيةَ والمهمةَ التي يَستندُ إليها الشعراءُ لإيصال أفكارهِم ورؤاهُم؛ لذلك نجدهُ يتميّز من عصرٍ لآخرَ بحَسبِ البيئةِ والمجتمعِ والتنوعِ الايديولوجي للأفراد، فالشِّعرُ يحتوي التاريخَ والأفكارَ والمعتقداتِ وما نحو ذلك، والشَّاعرُ بذلك راح يَصبُّ كلَّ أفكارهِ في الشّعر، معبراً عن هواجسه النفسية تارةً، ومعلناً عن فلسفتهِ في الحياة تارةً أُخرى، وهكذا دَواليك، وهذا يَعني أنّ الشعرَ في حالةِ تأثيرٍ وتأثّرٍ بالمحيط البيئي في كلِّ المجتمعاتِ والعُصور، وبحسبِ ما تَقدّم فإنَّ عصرَ صدرَ الاسلام يُمثلُ أحدَ العصورِ المهمّة التي ازدهرَ فيها الفكرُ العربيُّ وانعكس ذلك في الشعر، فأصبحتْ هناك مرحلة تأثيرٍ وتأثّرٍ بين الشعر والحياة الجديدة، فكلّ منطَلقات الشّعراء كانت من بيئاتهم التي استفادوا منها بشيءٍ، وأضافوا إليها أشياءً أُخرى في الوقتِ نفسه، وهذا يَعني أنَّ الشاعرَ في هذا العصرِ أسس لفكرٍ جديدٍ تبعاً لمعطيات الحياةِ الجديدةِ التي ازدهرت بفضلِ تعاليم الدين الجديد.