إدراك النص
أصبح معلوما لدى المعنيين بالنظريّة النّقديّة الحديثة, مدى تأثير العلوم السُوسيُولُوجية وأهميتها في تشكيل النّتاجات المعرفيّة بشكل عام والثّقافة والإبداع على وجه الخصوص والتحديد ولاسيما النتاج الأدبي والنّقدي منهما, فـ(السّوسيولوجية الأدبية) تعنى بقضايا متباينة؛ منها ما هو مباشر مع الكتابة الإبداعية وأدواتها ومكوناتها وأطرافها مثل: تحليل نص أدبي على وفق أساليب النّقد الاجتماعي المعهودة, ومنها ما هو ميداني لا يمكن معرفته إلاّ من خلال تحليلات معرفيّة كبرى واسعة النطاق والأمد، ومرتبط بتشكيل المنظومة الثقافية العامة التي أنتجتْ الأدب مثل: معرفة دور الإبداع الأدبي في بناء المجتمع وتشكيل ذائقته ووعيه, ولعل من أهم ما تحيط به هذه العلوم في ضمن علاقتها التّفاعليّة مع (النّقد الأدبي), أطرافَ العمليّة الإنتاجيّة للأدب وأعني (المؤلف- النّص- المتلقي), من منطلق أنَّ النتاجات الأدبيّة والنّقديّة جزءٌ من المنظومة الاجتماعية مهما اتخذتْ لها من أشكال تبعدها أحيانا الى مستويات (ما وراء سوسيولوجية) لا يحدها إلاّ الخيال, أو لربما تُوْهِم القارئ بذلك.