تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
نبذه عن الكتاب
تطور الخطاب القصصي
No votes yet
يحقق الخطاب القصصي في اليمن حضورًا لافتًا، ويتصدر المشهد الثقافي في الآونة الأخيرة في خطوات تثير الإعجاب وتدعو إلى التأمل والدرس، وهو في سيرورته وصيرورته قد اختزل الزمن، وقطع أشواطًا كبيرةً منذ نشأته حتى الآن، ليغدو في مقدمة الأجناس الأدبية ذيوعًا ورواجًا ونفوذًا بعد أن كانت النوع الأدبي الذي ظل متواريًا في حاشية الشعر أزمانًا حتى آن له أن يخرج عن صمته، ويمتلك صوته الخاص، ويكتشف إمكاناته العالية وجمالياته، ويطرح أسئلته الكبرى في مساحته النصية الصغيرة كفن مراوغ جميل، تستهوي غوايته المبدعين، وتنتقل جذوته من جيل إلى آخر ليصنع ذاته وينعم بصفاته، وقد بدأ فن القصة القصيرة - كأحد فنون السرد - يفرض حضوره المتزايد في غيبة عن متابعته بنظرات نقدية فاحصة وممنهجة تدعم حضوره وتفسر ظواهره وتتابع تطوره، ومن هنا تنهض الدراسات النقدية وتلتفت إلى هذا الشكل الأدبي المهم، فتتناوله بمقارباتها النقدية الموازية لفهم جمالياته وتقنياته وأفكاره، ولهذا يبرز سؤال هذه الدراسة في ماهيتها وأسبابها؛ حيث تسعى إلى مقاربة فن القصة القصيرة في اليمن في تطوره كنوع أدبي يملك أسئلته الخاصة وتقنياته الفارقة من خلال النظر في عناصره المكونة له، وفي مدار ثنائية التراث والتجديد في كل مرحلة من مراحل القصة القصيرة.