تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
نبذه عن الكتاب
الأسرار البلاغية في آيات الطهارة
No votes yet
وردت آيتا الطهارة في سورتي النساء والمائدة، فكانت أولهما نزولا وترتيبا هي آية التيمم في سورة النساء التي تهتم بإقامة جسور من الصلات بين المسلم وغيره، وهذا الأمر نراه ناضراً زاهراً في السورة كلها، فقد أمر الله بما يوثق عرى المحبة بين المجتمع والأسرة الواحدة، مبيناً الزواج والعلاقة بين الزوجين في حالتي الرضا والاختلاف، وأحكام الميراث وغيرها، وفي الدولة الواحدة بإقامة العدل وأداء الأمانة والدفاع عن الدين والوطن، والإصلاح بين الناس وعدم الجهر بالسوء وغير ذلك، ونبذ كل ما يقطع هذه العرى وتلك الصلة من الشرك والظلم والنفاق وغير ذلك مما هو واضح وجلي في السورة بأسرها، ولما كانت الخمر هي أم الخبائث، وهي أيضاً من الأسباب التي تقطع الأواصر التي جاءت السورة لتوثيقها، جاءت الآية في طور التحريم التدريجي للخمر، ولما كانت الصلاة هي من أوثق الصلات بين العبد وربه، تحدثت الآية عن الإخلاص فيها والابتعاد عما يشغل الإنسان أو ينشغل به، ولما كانت الصلاة بتلك المثابة، تحدثت الآية عن الميسرات التي تسهل على المؤمن إقامتها، فتحدثت عن التيمم وهو بديل الوضوء الذي هو مفتاح الصلاة، فجاءت الآيتان لترفعا الحرج والإصر عن المسلمين، حتى تبقى الصلة ممتدة بين العبد وربه لا يقطعها شيء.