مرويات الإمام محمد بن عبد الله بن نمير (ت 234 ه) في سنن ابن ماجه – دراسة تحليلية -
وإن الله سبحانه وتعالى قد سخر لحفظ سنة نبيه رجالاً ضحوا وبذلوا وأعطوا وما بخلوا، لايقطعهم عن العلم جوع ولا ظمأ رضوا باليسير من دنياهم، وطافوا المدن والبلاد تاركين الأهل والأولاد ليميزوا الصحيح من السقيم والقوي من الضعيف، فحفظوا لنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من تحريف أعداء الإسلام والمسلمين الطاعنين الغالين وتأويل الجاهلين.
فأصبح من حقهم علينا أن نذكر حسناتهم ونعترف بأفضالهم ونوقف الناس على جميل مآثرهم وجليل أعمالهم.
سبب اختيار الموضوع:
ولما رأيت هذه المزايا التي حظي بها الإمام محمد بن عبد الله بن نمير - رحمه الله -اخترت أن يكون موضوع اطروحتي [[الإمام محمد بن عبد الله بن نمير ومروياته في سنن ابن ماجه دراسة وتحليل]] ليتجلى لنا من وراء ذلك الجهد العظيم الذي بذله الإمام ابن نمير من جهدٍ في تبليغ ما تلقى وسمع من التابعين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد اختصرت على مروياته في سنن ابن ماجه لسعتها ولضيق الوقت في دراستها في باقي مصادر كتب المتون الستة غير ابن ماجة.
هذا وقد بدأت في تتبع مرويات الإمام ابن نمير في هـذا الكتاب، واستخرت الله في ذلك فكان لي نعم المولى ونعم المعين والنصير، وسِرتُ بعون الله وحوله وقوته في هذا الموضوع وتحملت في سبيل ذلك المشاق والصعاب راجياً من الله العلي القدير أن يوفقني لتجلية ذلك المجهود العظيم الذي بذله الإمام محمد بن عبد الله بن نمير - رحمه الله - في تبليغ السنة ونشرها، ومن اتبعه في ذلك من المنهج الصحيح في التعليم والتوجيه والفتوى والإرشاد، وإنما الأعمال بالنيات. ونسأله تعالى التوفيق والسداد في الأمر كله عاجله وآجله.