تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
نبذه عن الكتاب
مسارات الخطاب الشعري التجربة والثقافة والرؤية
No votes yet
يتناول هذا الكتاب الموسوم بـ ((مساراتُ النصّ الشعريّ: التجربةُ والثقافةُ والرؤيةُ)) جملة من الموضوعات الأدبية (الشعرية بخاصة) التي تحظى بالاهتمام النقدي على مستويات مختلفة، ولهذا شئنا أن نصف هذه الموضوعات بالمسارات المتعلقة بالنص الشعري في منظوره العام، والشعري النصيّ منه على وجه الخصوص، وهي مسارات تتعلق بمجموعة منتخبة من النصوص الشعرية ضمن آفاق متباينة وتجارب مختلفة على مستوى الأسماء الشعرية والأجيال الشعرية والمناطق الشعرية، وموضوعات شعرية عديدة تستجيب لوقائع التجارب وتجلياتها وآفاقها، على نحو يربط خارج التجربة الحياتية بداخل التجربة الشعرية. لذا فقد كان الرابط المنهجي والرؤيوي الأول الذي يربطها جميعاً هو (التجربة) أولاً على صعيد انتمائها إلى تجربة الشعرية العربية الحديثة، ومن حيث عودتها إلى مرجعية ثقافية وفكرية متقاربة في حدود ارتباطها بالحداثة، وما يتمخض عن ذلك من حساسيات وإشكاليات شعرية وثقافية وحضارية تتجلى على نحو ما في القراءة النقدية للنصوص، وهي تحاول استبطان أفكار النص وقيمه طبقاته للكشف عن مقولته في هذا الاتجاه. أما الرابط الثاني الذي يربطها فهو (الثقافة) بمعناها الواسع والشمولي والمركب إذ هي تنتمي إلى ثقافة حداثية متقاربة من حيث الشكل والفضاء وطرق التعبير وأوان التشكيل الشعري، فضلاً عن أن الشعراء الذين اخترنا لهم نصوصا للدرس النقدي في هذا الكتاب يتقاربون في انتمائهم إلى أجيال شعرية متحايثة على مستوى الزمن والتجربة والخبرة (من جيل الرواد والجيل الستيني والجيل السبعيني)، على النحو الذي يجعل الفضاء الشعري والنقدي العام في الكتاب متجانساً ومتفاعلا تفاعلا منتجا على المسارات كافة. وهو ما حاولنا أن نحققه على مستوى منهج القراءة والتناول والمعالجة والرصد والتحليل والتأويل على الرغم من اختلاف موضوعات المعالجة النقدية بين تجربة شعرية وأخرى، وبين قصيدة وأخرى، وبين شاعر وآخر، وبين رؤية شعرية وأخرى في سياقات كثيرة ومتنوعة خصّبت القراءة وأنضجتها. الرابط الثالث بين نصوص الكتاب المنتخبة هو (الرؤية) إذ يمكن القول إن النصوص بأجمعها تنتمي إلى الرؤية الحداثية في الشعرية العربية الحديثة، وهي تمتد من مرحلة الرواد إلى مرحلة الستينيات وما بعدها، وهي رؤية تتميز بشيء لا بأس به من الشمول والحيوية والتنوع على مستوى بناء النصوص وتشكيلها وتدليلها، وكلما كانت الرؤية الشعرية عميقة ومستوعبة للحراك الإنساني في الخارج فإنها ترتقي إلى المستوى المطلوب، الذي يعكس قيمة الخطاب الشعري في تجلياته الإنسانية والجمالية معاً.