ظاهرة العنف السياسي في العراق
مثلَّ العنف السياسي ظاهرة خطيرة في العراق، بسبب تكراره، وتنوع أشكاله على امتداد القسم الأكبر من تاريخه السياسي حتى الوقت الحاضر ( 2015 )، لاسيما عندما تعززه وتمدّه بعوامل الاستمرار الكمي والنوعي الداخلية والخارجية.
ولاشك في ان العنف السياسي قد ارتبط بالاستخدام المتعسف لقدرات الدولة، من اجل ايقاع الضرر المادي والمعنوي في الاطراف الاخرى، بهدف تحقيق أهداف ومصالح سياسية معينة. ولعل من اهم تلك القدرات هي ما تمتلكه المؤسسات العسكرية والامنية من قدرات بشرية وتسليحية وتعبوية، على سبيل المثال لا الحصر.
وعموما تبرز أشكال العنف السياسي المختلفة عندما لا يكون هنالك التزام سليم من جانب السلطات الحاكمة بالقوانين الوضعية، وعندما لا تكون هنالك سيادة للقانون العادل أو مساواة لجميع المواطنين أمامه أو في حمايته، وعندما لاتكون السلطة مصدرها الشعب أو لايكون هو صاحب السيادة فعليا وبما يمكنه من اختيار حكامه بالوسائل التي يراها مناسبة كالانتخاب، وبما يمكنه من اجراء تداول سلمي ودوري للسلطة السياسية في الدولة.