الشخصية في الفن القصصي والروائي عند سعدي المالح
يأتي هذا الكتاب بعنوان (الشخصية في الفن القصصي والروائي عند سعدي المالح) رافداً من روافد الدرس الأدبي النقدي في مجال الرواية ؛ وليس خافياً أنها مسبوقةٌ بجملة من الدراسات الأكاديميّة التي تعرَّضت للرواية.
وقد جاء اختياري لموضوع الكتاب تأكيداً على رغبةٍ عارمةٍ في النفس للدراسة النقدية، والتعامل مع معطياته الأدبيّة والنقديّة، وقد عضَّد هذه الرغبة استجابتي لرأي الكثيرين من أساتذتي الذين أشاروا عليَّ بطَرْقِ الفنّ الروائي دراسة وبحثاً وتحليلاً منذ أن قدمت إلى الدراسات العُليا في الماجستير لأتمم طريقي بها في الدكتوراه بما وفقني الله تعالى به ؛ وكان مما تمم الدافع لدي الرغبة في المشاركة ببضاعتي المزجاة في محاولة القيام بجهدٍ بحثي المتعلق بدراسة الشخصية في أعمال الأديب سعدي المالح الروائية والقصصية، كون الشخصية تسهم في صنع الحدث، تؤثر فيه وتتأثر به بما يؤدي إلى إعادة صياغة جدلية الحياة، وأن دراسة الشخصية ستوضح إلى أيّ مدىً نجح الكاتب العراقي في رسم الشخصيات وما تواجهه من مشاكل وتعانيه من إحباطات، كذلك شعورها بالسعادة والفرح إذا ما مرت بمواقف ولدت لها هذه الحالة، ومن هذه الدوافع أيضاً كون الرواية مرشحة لأن تكون أكثر الأجناس الأدبية تعبيراً عن الإنسان العربي بكل همومه، إذ أن الشخصية تشكل عنصراً مهماً من عناصر العمل الروائي، فقد حاولت البحث عن دراسات تتعلق بالشخصية، لكي أدعم عملي البحثي بها ولأبرهن على أهمية الشخصية في تكوين النصّ القصصي.