إن الاهتمام بالتنمية البشرية ضرورة ملحة لتقدم أي مجتمع، ولا يمكن لأي مجتمع أن يؤدي دوره الفاعل في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية دون أن تكون له مؤسسات تربوية تعنى ببناء الفرد في كافة النواحي. ويتطلب العمل التربوي، وخاصة في المراحل الأولى، مراعاة الجانبين النفسي والاجتماعي اللذين يعدان من المرتكزات الأساسية في التنشئة السليمة، وعدم تحقيق الحاجات النفسية والاجتماعية بدرجة كافية يؤدي إلى سوء التكيف وظهور مشكلات عديدة تؤثر فيه كفرد، وفي حياته المستقبلية وقد تؤخره في التحصيل الدراسي. هذا الكتاب يعد إضافة جديدة لطلبة كليات التربية والمعلمين والمرشدين والآباء وحتى الاداريين في المؤسسات التعليمية، حيث تناول في أربعة عشر فصلاً صغيراً، قدم الفصل الأول منها نظرة استهلالية لبداية المدخل السلوكي مع مقارنته بشكل مبسط مع المداخل الأخرى، و تناول الفصل الثاني أهم النظريات المؤسسة لتعديل السلوك، والتي تعد الجذور التي اعتمدت وطورت على أيدي كثير من الباحثين السلوكيين، أما الفصل الثالث فقد تعرض إلى الخطوات الأساسية لبرامج تعديل السلوك والتي تمد القارئ بمعلومات غاية في الأهمية في مجال تطبيق أساليب تعديل السلوك، وغطى الفصل الرابع المشاكل السلوكية من حيث تعريفها وتصنيفها والمعايير التي تعتمد في الحكم على كون السلوك سوياً أو غير سوي، ووضع الفصل الخامس بصماته على أهم العوامل المرتبطة بمشاكل السلوك واختص الفصل السادس بالعدوان بشكل خاص أما الفصل السابع فتحدث عن أهم طرق البحث في تعديل السلوك، والفصول الثلاثة التي تلت تناولت أساليب تعديل السلوك والفصل الحادي عشر تناول الأساليب الاكلينيكية وفق مبادئ التعلم في معالجة مشكلات سلوكية، وتعرض الفصل الثاني عشر إلى تعديل السلوك المعرفي واختتم الفصل الثالث عشر بإلقاء الضوء على تأثير تعديل السلوك في المعلم وفي تغيير اتجاهاته في مجال العمل التربوي.
تعديل السلوك