يشهد قطاعُ الأعمال اليومَ أزمةً حقيقيةً؛ وهي «الموظف غير المرئي»؛ الموظف الذي يشعر بالتهديد والتجاهل وعدم التقدير، ولهذا لا يتجاوب إلا بالطريقة الوحيدة التي يعرفها؛ وهي أن يبقى في الظلِّ، ويُنجِز من العمل ما يكفي فقط ليبقى في وظيفته، ويتذمَّر بخصوص هذا وذاك، وينقل تلك الأساليب إلى الوافدين الجُدد. إنَّه يعمل ولسان حاله يقول: «لماذا أجتهد وأتفوَّق إنْ كانت إنجازاتي لن يلاحظها أحد؟ لماذا أتكبَّد عناءَ المحاولة في الأساس وسطَ احتمالات أن تستغني الشركةُ عنِّي في خطتها القادمة؟ في هذا الكتاب، سوف يتعلَّم المديرون كيفيةَ التغلُّب على أحد أشهر السلوكيات السلبية في العمل؛ وهو أن الموظفين الأذكياء يُؤْثِرون السلامةَ، ويؤدُّون عملَهم في صمتٍ، ولا يفعلون مطلقًا أكثرَ مما يُطلَب منهم. يوضِّح المؤلفان الشهيران أدريان جوستيك وتشيستر إلتون كيف يستطيع المديرون الأَكْفاء تغييرَ هذه العقلية عن طريق إشراك الموظفين في تطوير شركاتهم؛ بوضع أهداف واضحة، وتشجيع السلوكيات المثمرة، والاحتفاء بكلِّ نجاح يتحقَّق طوال الوقت؛ ومن ثَمَّ، تكون المحصلةُ النهائية أن المؤسسة ستضمُّ موظفين مُنتِجين، يشعرون أنهم مَحلُّ اهتمامٍ وموضعُ تقديرٍ؛ بعبارةٍ أخرى، يشعرون أنهم «مرئيون».