ان واقعنا في هذا العصر يشير وبكل وضوحٍ إلى أننا نعيش في عالم صغير، يقتضي التواصل بين شعوبه المختلفة طريقةً تقوم على مفاهيم وتقنيات مشتركة، ولأنَّ اللغةَ هي الوسيلةُ الأهمّ والأداة الأعمّ في التواصل الإنساني بين الأُمم أفراداً وأفواجاً، فلا بُدَّ لهذه اللغة أن تقدَّم بطريقة يفهمُها الجميع، وبخاصة عندما تكون أداةُ التواصل بين المرسِل والمستقبِل كتابةً وقراءةً. ومن هنا أَصبحت هيكلة الكتابة (وجوهرُها الفقرةُ) ( [1] ) واقعاً متعارفاً بين الأمم المختلفة. وبالرغم من هذا الواقع العالمي فإننا قلَّما نجد فيما نقرأ بالعربية مَنْ يكتب بالطريقةِ المتعارَفَةِ عالميًّا. وكثيراً ما يصعب على القارئ العربي فهمُ الأفكارِ الأساسية فيما يكتبه غيرُ العربي. وبالمقابل يصعب على القارئ الأَجنبي متابعة ما هو مترجم من العربية إلى لغته، فيسوءُ الفهم المتبادل بين الطرفين، ومن ثَمَّ لا يتحقَّق التواصل المنشود. فبناءً على ذلك جاء هذا الكتاب ليسهم في نشر طريقة التواصل الأمميّة في أوساط المجتمع العربي أملاً في تحسين الصورة التواصلية بين الإنسان العربي وغير العربي في هذا العالم الصغير.
التكاملية في بيان وتعليم هندسة الفقرة العالمية