تشكل المعركة الرقمية وتدعيم الرأسمال البشري في الواقع أساساً للرهانات التي تطرحها التنمية ال إ قتصادية وعاملاً رئيسياً لتحضير البلدان لمواجهة تحديات العولمة، حيث أنه من غير الممكن تصور إمكانية عصرنة الإقتصاد والمجتمع دون التحكم السريع في النظام الرقمي من طرف مختلف الفاعلين الإقتصاديين والإجتماعيين والقانونيين من إدارات وشركات ومواطنين ودون تبني مقاربة ناجعة وفعالة لتنمية الرأسمال الفكري والقانوني، الذي تكمن قوامه الرئيسية في ال إ ستثمار في البحث والتطوير. وقد نتج عن الثورة التكنولوجية التي كانت الإتصالات عن بعد المحرك الأساسي لها قيام نهضة شملت كل المجالات، وذلك حين أفرزت هذه الثورة تقنية حديثة تعرف بتقنية المعلومات وتكنولوجيا الإتصال، التي أصبحت لغة ووسيلة العصر، هذه التقنية رتبت آثاراً عديدة على مختلف أنواع النشاط الإنساني سواء الإقتصادي منه، أو الإجتماعي، أو السياسي أو الثقافي أو القانوني ، إذ أصبحت تكنولوجيا المعلومات تشكل الجهاز العصبي للمجتمعات الحديثة، دخلت الإنسانية بموجبها إلى حقبة جديدة من الحضارة تعتمد كلياً على عالم لا ملموس يتشكل من كم هائل من المعلومات والبيانات، فظهر ما يعرف بمجتمع المعلومات أو مجتمع العهد الإلكتروني . وهو المجتمع الذي لم يعد فيه بنو البشر أسرى لأماكنهم فوق كوكب الأرض وأصبح الفضاء الإلكتروني اليوم متوافراً وكائناً حيث تكون، فإن لم تكن مرتبطاً إلى حد الآن بالإنترنت فلا مكان لك، وإن كنت مرتبطاً فأين أنت منه؟ .
حجية المحررات الالكترونية في إثبات المعاملات المبرمة عبر وسائل الاتصال الحديثة