إذا كان نزوع الإنسان نحو تطوير الحياة على امتداد التاريخ الإنساني قد اتخذ مظاهر لا تحصى ، فإن ما أنجزه على صعيد الاتصال وتبادل الأفكار والخبرات والمعارف والمشاعر، قد شكل سمة بارزة لهذا التطور، ميزت بني البشر عن غيرهم من المخلوقات . أما التربية فقد كانت على مر التاريخ أحد أهم أهداف الاتصال ومفرداته ، ذلك أن التربية هي الأخرى نزوع إنساني نحو التطور والارتقاء بالحياة ، لا يمكن له أن يتم بدون الاتصال .من هنا نشأت العلاقة الجدلية الحية بين الاتصال والتربية ، ونمى ذلك التفاعل الخلاق بين هذين الحقلين . ورغم أن دراسة الترابط الوثيق بين الاتصال والتربية تبدو حديثة نسبيا، إلا أن ذلك لا يلغي قدم الصلة بينهما . وقد أكد ذلك ما خرجت به النظريات الحديثة ، وبصورة خاصة ما أسفرت عنه نتائج البحوث العلمية بعد الحرب العالمية الثانية ، في ميدان التربية وعلم النفس وعلم الاجتماع ، علاوة على علم الاتصال نفسه ، وما يتعلق باعتماد العلمين على محاكاة عمليات الإدراك ، والعناية بالدوافع ، والاهتمام بتأمين الحاجات النفسية والعقلية والمهارية التي يتطلبها التواصل مع متغيرات الحياة ومع الآخرين .
الإتصال التربوي