للرسل دور كبير في توطيد العلاقات الدولية، وتسوية المنازعات وإجراء الصلح بين الدول في وقتي السلم والحرب؛ لهذا فقد تمتع الرسل بالحماية الدولية منذ نشوء الدول، وترسخت قواعد حماية الرسل عبر التاريخ، فقد اهتم العرب بالرسل ومنحوهم الأمان والحماية، وشرّع الإسلام القواعد القانونية لحماية الرسل، وجاءت التطبيقات العملية مؤكدة لهذه الحماية. وقد ازدادت أهمية حماية الرسل في العصر الحديث، عندما ازداد عدد الدول، وازدادت البعثات الدبلوماسية. فنظّم العرف الدولي حصانة المبعوث الدبلوماسي من القضاء المحلي، وحصانته من القبض والتفتيش، وامتدت هذه الحصانة لتشمل أفراد عائلته وخدمه وأمواله ومراسلاته، وفرض على الدول أن تعامله معاملة حسنة تليق بدولته لكونه يمثل رئيس الدولة في الدولة المعتمد لديها. وبالنظر إلى تعارض مصالح الدول، وتأثيرها على العلاقات الدولية، فقد تأثرت الحصانة التي يتمتع بها المبعوث الدبلوماسي وفق طبيعة العلاقات بين الدول. ومن أجل تنظيم ذلك عُقدت العديد من المعاهدات الثنائية بين الدول تضمن فيها حصانة المبعوث الدبلوماسي. وقد اختلفت هذه الحصانات من معاهدة لأخرى بسبب اختلاف طبيعة العلاقات الدولية.
الحصانة الدبلوماسية