يحوي هذا الكتاب بين دفتيه موضوعات متعددة تخص الأمن الوطني/ القومي ، فجاء الكتاب في ثلاثة فصول. رغم أن مصطلح الأمن الوطني/ القومي كفكر وجد في تعبيرات مختلفة منذ أقدم ألأزمنة ، إلاٌ أن الإستخدام الحقيقي له جاء بعد معاهدة وستفاليا التي أسست لميلاد الدولة الأمة، ومن هنا جاءت أهمية الفصل الأول بعنوان" البيئة الوطنية" ليبحث في البيئة الوطنية ومقوماتها، والحالات التي ارتبطت بها عمليات إعادة بناء الدولة، كما تم بحث المفاهيم الوطنيية التي تؤسس لتنشئة المواطن الصالح. كما تم تخيصيص مساحة محددة لبحث البيئة الوطنية الأردنية والعوامل التي ساعدت على بقاء و إستمرار الدولة الأردنية.عانت منطقة شرق الأردن من تهميش غير مقصود إستمر لعدة قرون ، بقيت المنطقة خلالها على هامش الحضارة العربية الإسلامية، فلم تشيد على أرضها دمشق الأمويين ولا بغداد العباسيين ولا قاهرة المعز، رغم أن ارضها كانت مسرح عمليات المعارك الإسلامية الرئيسة الخالدة التي أسهمت في فتح ما عرف آنذاك ببلاد الشام، لذا جاء تأسيس إمارة شرق الأردن بعد فترة طويلة من الإبعاد القسري من الدائرة التي تتخذ بها القرارات السياسية والاستراتيجية الهامة ذات الأثر التاريخي طويل الأمد، فجاء ميلاد الكيان الأردني بعد مخاض عسير، ليصطدم داخليا بثنائيات حادة متعارضة ، وبيئات عربية وإقليمية ودولية مضطربة، وبدايات مشروع أممي صهيوني لإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين التاريخية.
الأمن الوطني