«لا تُضجِعوني فيضطجعَ مُلْكُكم، بل ادفنوني واقفًا ليظل مُلْكُكم شامخًا.» هذه المقولة ﻟ «أسعد اليماني» أحد أشهر ملوك التباعنة، تنقل لنا صورةً عن المجد الذي بلغوه، والأنَفة التي تَحلَّى بها هؤلاء الملوك العرب الذين سادوا مناطقَ واسعةً في القرون الغابرة، وامتدَّ نفوذُهم إلى خارج الجزيرة العربية حتى وصلوا إلى تخوم الصين. وعلى الرغم من تناثُر سِيَرهم في كُتُب التراث، وورود ذِكْر قبيلتين من قبائلهم — هما «عاد وثمود» — في القرآن الكريم، فإن قليلين تنبَّهوا إلى الصلات التي تربط التباعنة بأسلافهم القحطانيِّين من جهة، وبمَن خلَفهم من جهةٍ أخرى، وكذلك بعُمْق الوجود العربي في الشرق والغرب آنذاك؛ وهو ما يبسطُه لنا «شوقي عبد الحكيم» في هذا الكتاب، مستعرِضًا جوانبَ متعددةً من سِيَرهم، مُولِيًا الكثيرَ من الاهتمام لسيرة آخِر ملوكهم «سيف بن ذي يزن».