تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
نبذه عن الكتاب
الخطاب النقدي عند عبد العزيز حمودة دراسة معرفية في المنهج والنظرية
No votes yet
الخطاب النقدي لم يكن بعيداً عن هذه التطورات، فهو لم يعد كتاباتٍ عفويةً، لا علاقة لها بالنظريات الأدبية والمناهج النقدية، التي تتناول بالدراسة طبيعة الأدب ووظائفه وكيفية قراءته، بل إنَّه يتكون من مجموعة من العناصر والعلاقات والرؤى، فكل خطاب له رؤيته التي ينطلق منها، وفلسفته التي تشكل بعده المعرفي، وتوجه مقولاته وطروحاته، وله سياقات وظروف تاريخية تؤثر في مقولاته، فضلاً عن تأثره بخطابات مجاورة له قد يستعير منها مفاهيمه ومصطلحاته، فهو بناءٌ استدلالي من الأفكار والتصورات، يحمل رؤية فلسفية ومنظوراً معيناً، ففكرة الخطاب المحايد أو الموضوعي لا يمكن التسليم بها بصورة مطلقة، فكل خطاب إنساني هو خطاب متحيز لفكره وواقعه، فالخطاب الإنساني ومن ضمنه الخطاب النقدي لا يتمتع بالحرية المطلقة، بعيداً عن أية سلطة معينة، بل إنّ هناك–دائماً-سلطة تؤثر فيه بصورة واعية أو لاواعية