المكان بين الرؤيا والتشكيل في شعر إبراهيم نصر الله
المكان من أهم الموضوعات لدراسة العمل الأدبي، سواء أكان شعراً أم نثراً، إذ لا يوجد عمل أدبي معزول عن المكان والزمان. لكنْ القراءة المكانية لأي عمل تضـيف له أبعاداً جديدة، وتجعله مفتوحاً على القراءة والتأويل والخيال؛ ولأنَّ المبدع لا يستطيع الإنفصال عن مكانه، يظل حريصاً، وساعياً للكشف عن وجوه الأمكنة، وتمثلاتها. فقصـيدتنا العربية وُلدت في المكان منذ مخاطبتها للطلل، واندماجها فيه، وظلت تلك الولادة، وأعقبتها المحاكاة حتى وقتنا الحاضـر. ويشكل الاهتمام بالمكان ظاهرة مهمة تحتاج للتوقف والدراسة في النص الشعري. وفي العصـر الحديث شغلت هذه الظاهرة الشعراء والنقاد، نتيجة لتغير الظروف الاجتماعية، والسـياسـية، فأخذت تحتل مساحة كبيرة في الشعر العربي عامة، والشعر الفلسطيني خاصة، وتجلت هذه الظاهرة في شعر إبراهيم نصـر الله أيما تجلٍّ، وتعدد حضورهاوتنوعت أنماط وجودها، ومن هنا جاء هذا الكتاب لدراسة المكان في شعر إبراهيم نصـر الله، وقد جاء في أربعة فصول، ومقدمة وتمهيد.