تجاعيد على وجه الوطن
يحاول هشام في هذه التجاعيد أن يكون شاعراً؛ فلا يستطيع، فتأتي قافية هنا، وتهرب الموسيقى هناك، لكنه يظلّ ممسكاً بالمطرقة كي يُحْدِث أمراً في جدار وعينا الواقف بين التعب و الفراش! لذا تراه يقول عن (عروض المخيّم): للمخيمِ وزنٌ كما الشعر، هو إيقاع المارين على زقاق الذاكرة.
تجاعيد هشام؛ هي تمرّد حقيقي، ثورة داخل الثورة، تصل إلينا ونحن نراقب ربيع العرب الذي يضيع بين دماء كثيرة لا تنتهي؛ و أصنامٍ تصرّ على أن (تقربنا من الشيطان زلفى)، فيأتيها هشام الأخرس كأحد المُحطّمين؛ يرشّ عليها سخريته لعلمه أن السخرية كانت حاضرةً وقت سقوط بعض الأصنام قبل قليل، فيكثّف عبارته كأنه يحشو البارود بين الحرف و الحرف فتنفجر الجملة في وجوهنا فتعيد إلينا اتزاننا و تخلخل الصنم العربي قليلاً!.