يتناول هذا الكتاب المنظور التأويلي للنص القرآني، والنصوص الإسلامية المنتجة منه، لكن أركون لم يطرح نظرية تأويلية كاملة بل طرح أسساً، ومبادئا حاول تطبيقها على بعض نصوص القرآن، وعلى بعض نصوص التفسـير التقليدية، وبعض النصوص الفقهية،
والتاريخية. بالإضافة إلى استخدام المنهجيات العلمية الحديثة المختلفة، فقد أدخل أركون عدداً كبيراً من المفاهيم، بهدف استخدامها في تحقيق مشـروعه، لكن هذه المفاهيم كانت بجملتها مستعارة من علوم، ومناهج غربية، ولم يعمل أركون على طرح تحديد لها، وتبرير استخدامها في المشـروع. عدا عن أنه كثيراً ما يستخدم هذه المفاهيم لغير ما وضعت له، أو ما تعنيه في الأصل المأخوذة منه على الرغم من أن مشـروعية استعارة هذه المفاهيم تكمن في بيان ضـرورتها للبحث، وتحديد المعنى المراد استخدامها فيه. اقتضت طبيعة هذا الكتاب أن يكون في مقدمةٍ وخاتمةٍ وخمسة فصول.
المنظور التأويلي في أعمال محمد أركون