سيف الدولة الحمداني أديبا
سيف الدولة الحمداني علي بن أبي الهيجاء بطل من أبطال الأمة برز في القرن الرابع الهجري عندما بدأت أطماع الدولة البيزنطية تتجه نحو الأراضي الشرقية للدولة العباسية طامعة في الاستيلاء عليها وضمها، ومما شجعها على ذلك ضعف دولة بني العباس وتمزقها إلى دويلات ضعيفة وسيطرة القادة من الأتراك على مقاليد الأمور في الحاضرة العباسية حيث وصل بهم الأمر في بداية القرن الرابع الهجري إلى التدخل في تعيين الخلفاء وقتلهم إذا اقتضى الأمر فساعد ذلك على ضعف السلطة المركزية وتمزيق الدولة إلى ولايات مستقلة تخضع للخليفة العباسي بالاسم فقط. ففي هذه الظروف الحرجة التي كانت تمر بها الدولة شاءت إرادة الله عز وجل أن يبرز بطل من أبطال الأمة أسس إمارة في حلب في مستهل القرن الرابع الهجري وتصدى للخطر البيزنطي، فذاد عن الوطن وحمى الديار وتصدى للزحف الرومي في أحرج اللحظات التاريخية التي شغل فيها الحكام بالتطاحن على الملك. فكان سيف الدولة البطل المنقذ الذي قاد المسلمين من نصر إلى نصر. وكان الشعر على موعد مع هذا الأمير فغنى أعذب ألحانه وخلد مآثره وسيرته وبطولاته وتضحياته.