أغنيات مالحة
إنَّ تقديم أيِّ نصٍّ إبداعيٍّ يرسم خطوطاً ليست طيّبةً بينهما، فعندما يقتنع المبدع بحقيقة تحقيق العناصـر النصَّانية في نصِّه، ويؤمن بأنَّه صار في مأمنٍ من القارئ العاديِّ أو القارئ المحترف، فإنَّه يُخرج نصَّه ليفاجئنا بدهشته وحضوره، ولا بدَّ أنَّه يَنْشد القارئ بنوعَيْه، ويتمنّى أن يحقِّقا تذوّقاً عميقاً وحسب، وهو لا يرمي إلى التذوّق المطلق.
هذا الديوان ليس بحاجة إلى أن يعمل الناقد على فتح أبوابه من أجل الولوج إليه، بل يمتلك كثيراً من الأسـرار الأخَّاذة التي تمنح نفسها للقارئ، وتدفعه إلى القراءة، وصولاً إلى المتعة الحقيقيَّة، والشعور بلذَّة النّص، وفقاً لتعبير رولان بارت، فالنصوص في هذا الديوان تقود إلى ذلك حتماً، وتُشعر القارئ بأنّه صاحب النَّص الذي يشارك في إنتاجه.
تعددت الثيمات في قصائد المواجدة، التي تكشف مدى التصاق الشاعر بهموم بلده وشعبه، فهو يكتب عن أحوال بلده، وحبه لوطنه" يا بلادي"،" موت..ونواة..وحلم..!!!"، ومآسي أخوته في غزة" أسرج خيلك"، وسوريا" أسمعتم أن الورود تضام؟"، " لا تحزني يا شام"...وغيرها من الموضوعات.