عبق الريحان في علوم القرآن
القرآن الكريم كتاب الله الخالد، عظيم الفوائد، جليل المقاصد، معجز، تحدى الله سبحانه وتعالى به الانس والجن، فعجزوا عن الاتيان بمثل أقصر سورة منه، فضلاً عن الاتيان بمثله كاملاً، فانتفى بعجزهم أن يكون القرآن بشرياً، وثبت كونه ربانياً، قال سبحانه: {قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس الا كفوراً} ,
لقد صّرف الله سبحانه وتعالى في القرآن من الأمثلة ما يفوق قدرات البشر، من بلاغة، واخبار بالمغيبات، وعلوم كونية، وأرقام دقيقة، وتوجيهات كريمة، وأوامر ونواهٍ، وأخبار، وقصص، ومواعظ وعبر، وغير ذلك مما لا يحويه حصر، ولا يبلغه عدّ، {لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد}، وهو الذي لا تنقضي عجائبه، وهو فوق هذا محفوظ الى يوم الدين، لا تصل اليه أيدي المحرّفين ولا تناله مكائد المبطلين، قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.