كيف تعتمر كما اعتمر النبي
إن فضل العمرة عظيم، وأجرها جزيل؛ قال رَسُول اللهِ r:(تابِعُوا بَيْنَ الحَجّ والعُمْرَةِ فإِنهُما يَنْفِيَانِ الفَقْرَ والذنُوبَ كَمَا يَنْفِي الكِيْرُ خَبَثَ الحَدِيدِ والذهَبِ والفِضةِ) ؛ ومعنى تابعوا: قاربوا بينهما.
والعُمّار وفد الله؛ إن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم، والعمرة من أكثر العبادات إظهاراً للعبودية، وتصويراً لامتثال أمره سبحانه؛ إذ يقف المعتمر متذللاً؛ رافضاً أسباب الترف والتزين، متجرداً من الدنيا وشواغلها، ضارعاً لربه، راجياً إقالة عثرته، حامداً شاكراً نِعمه، مستغفراً؛ إضافة على نعمة الاجتماع بإخوانه في مهوى الأفئدة، وهناك يتعارفون، ويتآلفون، ويستأنسون، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.