مسألة الوحدة والتقريب بين المذهبية السمحة والاستقطاب الطائفي
إن التقدم والتراجع الحضاري بين الأمم سنة من سنن الله في الأرض، وان خلافة الأرض لا تُعطى إلا للأمة التي تستحقها، وتمتلك أسبابها المادية والمعنوية. قال تعالى: ( وان تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) [1] . لذلك لا بد لنا من الوقوف على أسباب الوهن والضعف في نسيج الأمة الحضاري بشتى صوره، لكي تستعيد الأمة مجدها وتصل إلى مصافي الأمم المتحضرة، وتصل إلى الهدف الرسالي باستعادة المجد والتألق لحضارة القرآن المنيرة، التي شعّت على العالم لمدة ألف سنة أو تزيد، منذ عصر النبوة الزاهر وحتى سقوط دولة الخلافة قبل قرن من الزمان. ومن هنا تأتي أهمية المنظور الوحدوي في الإعلام الإسلامي ودوره الحاسم في معالجة التداعيات الخطيرة التي بدأت تنخر بجسد الأمة، بسبب حالة الاستقطاب الطائفي والعرقي والجهوي والقطري. لقد تجاوزت ثقافة الاستقطاب والتعصب والتفرق المكونات الكبرى والأصيلة في قوام الأمة، إلى المكونات الفرعية والأقليات الدينية والمذهبية والعرقية، وبقية المكونات التي يتكون منها المجتمع في الدول الحديثة، حتى بدت اليوم هي المتحكمة في سلوك الكثير من المسلمين.