مسؤولية القلم
إن القلم.. وما يسطر على القراطيس، وإنها الكتابة بمعناها الشامل المتسع للمفهوم الثقافي، الذي يشمل كل أنواع الأنشطة الإنسانية، من فكر وأدب وفن، وعلم، وتقنية، وتاريخ، وجغرافية، وإعلام، واقتصاد، وسياسة، وعلى رأس كل ذلك وفي مقدمة الدين وما يضم من عقيدة وشريعة ونظام حياة.
وإذن.. فهي المسؤولية الخطيرة، الملقاة بثقلها وخطرها على كواهل الأقلام؛ التي تكتب في كل نوع أو جنس من أجناس الثقافة التي ذكرنا فروعها آنفاً، بحيث تسعى هذه المسؤولية إلى إنتاج مجتمع قادر على مواجهة الحياة العاجلة بمنظومة فكرية وعملية، تدفع بالعطاء المجتمعي إلى مصاف الرقي الإنساني؛ سلوكياً وتطورياً، بحيث تخرج الأقلام على تنوعها في الأخذ بالأجناس الأدبية من مشكاة واحدة، تتلون فيها الفروع بألوان مختلفة، لكنها في المآل، تخدم بمجموعها المتنوع الغني المنظومة الفكرية والعملية الواحدة، فتكون في التشبيه والتمثيل اللذين يقربان الصورة للقارئ الكريم، مثل قطعة الماس الواحدة، تعطيك من كل وجه لوناً مختلفاً، لكنها في النتيجة تشكل بمجموعها جمال القطعة ومعناها وقيمتها الغالية المطلوبة.