علم اجتماع الفراغ
تكاد تكون دراسات وأبحاث علم اجتماع الفراغ معدومة وغير معروفة في العراق والوطن العربي بالرغم من ظهورها وانتشارها وتداولها وتدريسها في جامعات وأكاديميات الدول الصناعية المتقدمة خصوصاً الاشتراكية منها بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. وبالرغم من تزايد أهمية الوقت وتقسيمه من قبل الأفراد والجماعات الى وقت عمل يعود مردوده الانتاجي والخدمي لمصلحة المجتمع الكبير ووقت فراغ يعود مردوده الترفيهي والترويحي للفرد الذي يستثمره بطريقة جيدة تأخذ بعين الاعتبار ضرورة ممارسة انشطة الفراغ الايجابية وتحويل الوقت الحر الى وقت ترويح يجدد قابليات الفرد ويشحن هممه ويضاعف طاقاته الانتاجية الخلاقة ويزيد ثقته بنفسه وبقدراته المتجددة والمبدعة. فالوقت كما يقول البرفسور جيفري ديميزديه يمكن تقسيمه الى قسمين اساسيين: هما وقت العمل الذي يقضيه المواطن في ممارسة نشاطاته المهنية والوظيفية التي يعتاش عليها، ووقت الفراغ الذي ينبغي ان يستثمره المواطن في ممارسة نشاطات ترفيهية تؤدي الى راحته واستقراره الذهني ومتعته وتطوير شخصيته وامكانياته المبدعة والخلاقة كالمطالعة والكتابة والسفر وزيارة الأماكن التاريخية والأثرية وممارسة الانشطة الرياضية والفنية على اختلاف أنواعها وريادة المكتبات والمتاحف والمسارح ودور التمثيل والموسيقى والجمعيات الثقافية والاجتماعية.