تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
نبذه عن الكتاب
التلقي و التأويل في شعر زهير بن أبي سلمى
No votes yet
أولى كثير من الدارسين والباحثين الشعر الجاهلي عناية خاصة، فعنوا بدراسته وتحليله؛ لكونه المنبع الشعري الأول الذي استقى ونهل منه كثير من الشعراء في مختلف عصور الأدب؛ ولأنّه يمثّل الصورة الأولى التي ظهر بها الشعر العربي بهذا النضج، وتلك المتانة. وقد وقف الدارسون والباحثون على قضايا هذا الشعر المختلفة، ورصدوا اتجاهاته الموضوعية والفنية، وسلّطوا الأضواء على شعرائه تصنيفاً ومفاضلة فحظيت –على سبيل المثال- المعلقات وأصحابها على النصيب الأوفر من الدراسة والتحليل، فنظر إلى شعراء المعلقات نظرة خاصة لما امتازوا به من قدرات إبداعية جعلت من معلقاتهم منارات شعرية تستحق الوقوف عليها واستجلاء معانيها، وزهير بن أبي سلمى أحد هؤلاء الأعلام الذين هوت إليهم أقلام الدارسين؛ لما امتاز به عن شعراء عصره سموّاً وفكراً وحكمة، وتحكيكاً لشعره وتنقيحاً له، فهو رائد مدرسة شعرية لها تلاميذها، وهو كذلك أحد الثلاثة المقدمين في الشعر الجاهلي (امرؤ القيس، النابغة، زهير).