Direkt zum Inhalt

ما هو نمط شخصيتك؟

يساعد نمط الشخصية والاختبارات المهنية الباحثين على تنمية «مهاراتهم المعتدلة»؛ والحصول على الوظائف التي تلائمهم..

يلجأ العلماء في بدايات ومنتصف حياتهم المهنية إلى اختبارات تحليل الشخصية، بداية من مكاتب الاستشارات المهنية والتنمية البشرية، ووصولاً إلى ورشات العمل التدريبية بمعاهد الصحة الوطنية بالولايات المتحدة. وتقوم بعض اختبارات تحليل الشخصية، مثل مؤشر «مايرز- بريجز لتحديد نمط الشخصية Myers-Briggs Type Indicator»، بتقييم ميول بعض الأشخاص عند تَعامُلِهم بشكل معين في مواقف بعينها، وذلك من خلال التركيز على السمات الشخصية من شاكلة الانبساط (الانفتاح على الآخرين)، والقبول.

السمات الشخصية المتكاملة

يؤكد جون لونسبري، أستاذ علم النفس بجامعة تينيسي، الذي قام بإجراء العديد من اختبارات تحليل الشخصية على العلماء بمركز أوك ريدج للأبحاث، أن تقييم مايرز- بريجز الشكل (1) هو الأكثر استخدامًا بين اختبارات تحليل الشخصية من قِبَل العلماء وغيرهم من عامة الناس، إلا أن هذا النموذج، بحسب لونسبري وغيره من علماء النفس، يتسم ـ بوجه عام ـ بالبساطة المفرطة، فضلاً عن افتقاده لبعض السمات الشحصية المحورية، ووجود العديد من النماذج التقييمية التي تَفضُله.

ومع ذلك، يبقى هذا النموذج هو الأكثر شيوعًا وانتشارًا، لسهولة فهمه وتمرس العديد على القيام به، فضلاً عن وجود العديد من الكتب والمواقع الإلكترونية التفسيرية التي توسع من دائرة التعرف عليه والإلمام به. ويعتمد هذا الاختبار في جوهره على تقييم الأشخاص من خلال ثماني صفات شخصية متباينة، مقسمة إلى أربع ثنائيات، بحيث يتم تصنيف الشحص بحسب ما إذا كان: منطويًا، أو منبسطًا؛ يتمتع بالاستشعار أو بالحدس؛ يميل إلى الاعتماد على التفكير أو الإحساس؛ يميل إلى إصدار الأحكام أو إلى التبصر والإدراك.

وفقاً للمبادئ السابقة فإن طبيعة الشخص الواحد تتكون من أربع خواص وهذا ينتج ستة عشرة شخصية مختلفة وهي:

وتسفر النتائج عادة عن ستة عشر نمطًا من الشخصيات، مثل الشخصية المنبسطة التي تعتمد على الحدس والتفكير وتميل إلى إصدار الأحكام، الأمر الذي يمكن الاعتماد عليه لتفسير تصورات الأشخاص لأوجه حياتهم المختلفة.

ولعل الفائدة الكبرى من تقييم مايرز- برجز، بحسب قول ميلجرام، تكمن في تعرف الممتحنين من خلاله على مدى الاختلاف فيما بينهم في نمط الشخصية والتصورات؛ وتضيف قائلة: «إن هذا التقييم يبرهن للكثيرين على صلاحية الحقيقة التي تفيد بأن الأشخاص الذين يختلفون فيما بينهم في أنماط شخصياتهم ومواقفهم وتصوراتهم، يمكنهم جميعًا - برغم هذا التباين ـ أن يثبتوا نجاحات في أعمالهم».

وقد أثبت محور «الحدس مقابل الاستشعار» في تقييم مايرزـ برجز أنه الأكثر مناسبةً للعلماء؛ فالأشخاص الذين يعتمدون على الاستشعار يميلون إلى التركيز على التفاصيل، ويتقدمون في عملهم تدريجيًّا، في حين يميل «الحدسيون» إلى التركيز على الصورة الكلية على حساب التفصيلات الدقيقة. وفي هذا السياق يؤكد بيل ليندستيدت، مدير إدارة التنمية المهنية بجامعة كاليفورنيا، بولاية سان فرانسيسكو، حيث يقوم بإجراء العديد من اختبارات تحليل الشخصية، من بينها تقييم مايرز- بريجز، على: «أن العلماء الجيدين ينبغي أن يتمتعوا بالقدرة على إدارة كلا العالَمَين» (انظر Interests before indicators).

في الداخل والخارج

وهناك ثنائية أخرى من الصفات التي تتمتع بأهمية كبرى داخل المعامل، لا سيما في الاجتماعات، هي ثنائية الانطواء مقابل الانبساط؛ فالأشخاص المنبسطون، على سبيل المثال، يميلون إلى لتحدث بصوت مرتفع أثناء عملية التفكير، بينما يميل الانطوائيون إلى صياغة أفكارهم قبل الجهر بها. وفي هذا السياق تقول ميلجرام إنها ـ على المستوى الشخصي ـ تسعى جاهدة لتعديل طبيعتها الانبساطية بأن تكون أقل تكلُّمًا، وربما ثرثرةً، أثناء الاجتماعات؛ لتمنح الفرصةَ للأشخاص الانطوائيين لصياغة أفكارهم قبل التعبير عنها والجهر بها.

ومن ناحيتها، أبدتْ ميليسا ونج، المتخرجة من قسم الفيروسات والمناعة بجامعة كاليفورنيا بسان فرانسسيسكو، التي أخذت تقييم مايرزـ بريجز كجزء من برنامج تدريبي للتعرف على الوظائف العلمية غير الأكاديمية، دهشةً كبرى إزاء سوء التفاهم الذي يمكن أن ينجم عن الاختلاف بين الشخصية المنطوية والشخصية المنبسطة داخل المختبر؛ فعلى سبيل المثال، قد يعتقد المنبسطون أن الآخرين من ذوي الشخصيات المنطوية لا يتمتعون بالذكاء الكافي الذي يؤهلهم للحديث بطلاقة؛ بينما يَتَوَهّم الانطوائيون، على الجانب الآخر، أن الآخرين من ذوي الشخصيات المنبسطة يتحدثون دائمًا دون خلفية معرفية. وفي هذا الصدد تذكر ونج: «لقد عملت مع كلا النمطين، وأعتقد أن هناك قدرًا غير قليل من سوء التفاهم يقع دائمًا بينهما».

والحقيقة أن بعض العلماء وبعض المختبرات يعكفون الآن على استخدام نموذج مايرز- بريجز خارج إطار البرامج التدريبية.

وتؤكد ميلجرام أن الباحثين بعد درجة الدكتوراه، والطلاب بمعاهد الصحة الوطنية، التابعة لجامعة بيثسدا يطالبون الآن بورشات عمل؛ للتدرب على نموذج مايرزـ بريجز. وقد قام جميع الطلاب في أحد مختبرات علم الأحياء التطوري بجامعة ميسوري بكولومبيا بتطبيق هذا النموذج، ووضع ملصق بأنماط شخصياتهم، المكونة من أربع صفات من الثنائيات الأربع، وقليل من الكلمات التوصيفية بجوار الباب.

وتقول دون كورنليسون، مدير المعمل، أنها استخدمت هذا الاختبار في البداية كجزء من معسكر إدارة المختبر على أعضاء الكلية الجدد، القادمين من الجمعية الأمريكية لعلم الأحياء التطوري ببيثسدا؛ وقد أبدى الطلاب اهتمامًا ملحوظًا بمجرد أن أخبرتهم كورنليسون بهذا الاختبار، وخاضوه، بل وطلبوا من الطلاب الملتحقين بالمختبر أن يخوضونه مثلهم. لقد أضحى هذا التقييم جزءًا أصيلاً من ثقافة مختبر كورنليسون؛ بل صار الأمر، بحسب قول كورنليسون «أشبه بمباراة في معرفة الآخر»، حيث أذاب الجليد، وساعد الطلاب الجدد على الاندماج سريعًا في أجواء المختبر.

 

18 Juni, 2017 12:10:11 PM
0